مازالت الزهور تحترق..عبد العزيز دغيش
مازالت الزهور ... تحترق
ويحترق معها القلب
وتحترق معاني الحياة و الجمال
مازال مشعلو الحرائق
يجمعون الحطب
يسدون الطرق بالأشلاء
والأفق بالدخان والنار
مازال الخبث والشر
سيد الموقف
في الغابات
وحيث البداوة والتصحر
وحيث تتمترس صناعة الإفقار
مازال الشر هو صاحب الصولجان
في مدن الحضارة
وناطحات السحاب
حيث يُضمرُ الشرُ وحيث يدار
حيث يُخلَّقُ الأشرار
حيث يُوجّهُ سحق الانسان
بالاستعمار وبالاستغلال
هناك يُعلَّبُ للشعوب
ما يلزمها من قهر ومآسي
و حيث تُصنّع " شاملة " الابادة والدمار
وحيث يتهدد ما يترعرع في الأرض
من خير
ومن أحرار وأخيار
هناك حيث دعاوى
" محاربة القرصنة "
" ونشر المدنية " مرة
ودعاوي " تمايز العدالة "
ونصرة " حقوق الانسان "
و منع " الدمار الشامل " مرار
هناك حيث يُصَمم الاستبداد
في هذا الزمان
وتنبع سياسات العدوان و الاستعمار
********
مازال واسعو الذمة
ضعيفو النفوس حقيرو الهمة
آكلو السحت
يتربعون على عرش
سفك الدم ونشر النار
يحصدون الجثث والرماد
يراكمون الجرائم
ويتفننون في صناعتها
جهارا نهارا
وعلى مرأى ممن قد يُسمّون أحرار
ويتلبسون كالأخيار
بالجريمة السافرة مازالوا
يعززون شريعة الغاب
تمويههم صار مكشوفا
لكنهم ألفوا الفضيحة وسكنهم العار
عشقوا الذل والإذلال
********
ما زال الأخيار ضعيفي الحيلة
يلزمهم أمطار كثيرة وسيول وأنهار
لمواجهة حرائق الفجار
بالماء وليس بالنار
تُحرِق الغيلان
و تُهزم كائنات النار
وتُطهَر التربة
والأبدان والأشجار
بالحياة ، بري الحياة
بكل بذرة للحياة
بما يحمي ويحفظ الحياة
وبما يبعَث الحياة بالصدور
الملأى بعشق الحياة
بعراة الصدور ، في هذا العصر
عصر الردة والأشرار
تمت الثورة
وتتم مقاومة كافة
تشكيلات الأنذال وحملة مباخر العار
وبعراة الصدور
بسواعد الشغيلة والفلاحين والعمال
سيتم قهرهم
وقهر كل أنماط الطغيان
و مسوح الفجار
ومن يلتحق بهم من أنذال .
.
.
عبدالعزيز دغيش
تعليقات
إرسال تعليق