حنين ...رشاد العبيد
............................... ( حَنِينْ )
غِبْتُ عَنهَا في سَفَرٍ .. وطَالَ الغِيَابُ .. فتَحَرَّكَتْ لوَاعِجُ الشَوقِ إلَيْهَا .. ووجَدْتنِي أُعَبِّرُ عَنْ بُرَحَائِي بِأبيَاتٍ أهْدَيْتُهَا لِغَالِيَتِي .. ابنَتِي الصُغرَى جنة .. أقُولُ فِيهَا :
سَلَامٌ .... أَيُّهَا الظَّبْيُ الغَرِيرُ
سَلَامٌ لَيْسَ تَكْفِيهِ السُّطُورُ
وتَوْقٌ لَا يُدَانِيهِ ........ كَلَامٌ
تُضَمِّخُهُ الأَزَاهِرُ .... والعُطُورُ
سَلَامٌ حِينَ تُمْسِي غَادِيَاتٍ
إِلَى أَفْنَانِهَا الخُضْرِ الطُيُورُ
وتَهْمِي غَيْمَةٌ .. ويَسِحُّ قَطْرٌ
وتَرحَلُ ظُلْمَةٌ .... ويَعُمُّ نُورُ
وتَنْثَالُ الرُؤَى ويَزُورُ طَيْفٌ
فَتَغْمُرُنِي السَّعَادَةُ .. والحُبُورُ
فَمَا نَسِيَ الفُؤَادُ جَمِيلَ حُلْمٍ
ولَا غَابَ البَنَفْسَجُ .... والعَبِيرُ
سَلَامٌ جَنَّتِي .. ويَفِيضُ دَمْعِي
وتَكْوِي أَضْلُعِي .... نَارٌ حَرُورُ
ومَا هَانَ الفِرَاقُ .. عَلَيَّ يَومَاً
ولَا عَيشٌ يَلَذُّ ..... ولَا سُرُورُ
وأَدْعُو اللهَ ... يَجْمَعُنَا ليصْفُو
ويَهْدَأ خَافِقِي ... فَهُوَ القَدِيرُ
فأَلثُمُهَا ..... وأَحْضُنُهَا .... بِرِفْقٍ
ويَسْكنُ نَبْضُ قَلْبِي .. والسَّعِيرُ
فَقَدْتُ لِبُعْدِهَا جَلَدِي وصَبْرِي
وبَاتَ الشَّوقُ فِي صَدْرِي يَمُورُ
يُنَادِينِي الحَنِينُ بِجَوف ِ لَيْلٍ
ويَخْطُرُ ذِكْرُهَا والصَّمْت ُ جَوْرُ
وأُنْشِدُ فِي رِيَاضِ الحُسْنِ شِعْرَاً
وأَسْرَح ُ فِي خَيَالٍ ... لَا يَحُورُ
فَهَلْ تَقْضِي السَّمَاءُ ... لَنَا لِقَاءً
ونَنْسَى ما مَضَى ويَزُولُ ضَيْرُ
وأُزْجِي مِنْ عَذَابِي لَحْنَ حُبٍّ
وأمْسَحُ دَمْعَهَا ..... ويَرُودُ خَيْرُ
.. رشاد العبيّد
سوريا - دير الزور
تعليقات
إرسال تعليق