وللشتاء ورود..ل..عبد الكريم الصوفي

 (  ولِلشِتاءِ  ورود  )


لَيسَ الشِتاء  ...  غُيوماً  وتَقصُفُ  فيهِ الرُعود


بَل  تُزهِرُ  في الشِتاء  الحَياة  ...  تَنتَشي فيهِ الوُرود


حتى إذا  تَلَبٌَدَث أجواؤهُ  في الهِضابِ  والنُجود


يا لَها   الأنواءُ   كَم   تَعصفُ   بالوُجود


والبَرقُُ  في  آفاقِهِ   يَخطُفُ   الأبصار 


عَواصِفُُ ودَمار ... لِلشِتاءِ جُنود


بَردُُ شَديد   ...   والزَمهَريرُ  على  البِلادِ  يَجود


وَهِرٌَةُُ  تَموء  من داخِلَ  مَخبَئٍ  في  الجِوار


أصابَها الرُعبُ الشَديد


والصَقيعُ العَنيدُُ لا يَحيد


ولم  تَزَل   ...  تَنبُتُ  في  الشِتاءِ   الزُهور


رُغمَ الجَليد  ... وَجَوٌِهِ ذاكَ  الكَئيبِ العَنيد 


فالورودُ لَم تَزَل  تَنشُرُ  عِطرها في الوَريد


تُجَدٌِدُ لِلحَياةِ  لَحنَها  وتَعزُفُ لَنا النَشيد


فالحَياةُ  لا  تَموتُ  في  الشِتاء 


يَشوقُها دِفئُ البَقاء ...  يَشوقُها التَجديد


وغادَتي  سارَت  إلى  جانِبي ...  تُرَدٌِدُ في سِرٌِها التَنهيد


وفَجأةً بادَرَتني بالسُؤال  ... يا لَلسُؤالِ الفَريد


هَل تَرغَبُ في الشِتاء  ولَيلِهِ  ...  يا لَهُ اللٌَيلُ المَديد ؟


كَم يَشوقُكَ الشِتاء  ...  يا وَيحَها الأنواء


والجَليدُ حَولِنا كَم يَزيد؟


يا لَكَ من شاعِرٍ تُفَلسِفُ الأشياءَ  ... وَتَرسُمُها  كَما تَشتَهي وتُريد


أجَبتُها  ...  وهَل يَسوءكِ بَردُ الشِتاء ؟ وجَوٌِهِ  هذا الحَزين ؟!!!


أم أنٌَكِ يا غادَتي تَأنَسين ؟  ويُشعِلُ روحَكِ بَعضُ الحَنين ؟


في بَردِهِ  تَنشَطين  ...  وفي الخَيالِ توغِلين


فَفي الشِتاء  ...  عِندَ الهُطول ... كما الزُهورِ تَنتَشين


فالشُعورُ  بالحَياة  ... لا يَزول مُطلَقاً  في الشِتاء  ...  بَل النُفوس ...ُ كَم تَلين


لَعَلٌَكِ تُدرِكين  ؟  هَل تُدرِكين ؟؟؟


فالبَهجَةُ في قَلبِنا  ...  في نَبضَةِ الشَرَيان 


عِندَ الهُطول ... يا غادَتي يَحلو النَشيد


قالَت  ...  يا فارِسي  زِدنِ إذاً  ... هَل تزيد ؟


أجَبتها  ...  في البَيتِ مِدفَأةُُ  من حَديد


بقلمي


المحامي  عبد الكريم الصوفي


اللاذقية     .....     سورية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي