حتى الاقلام بكت..ل..ابراهيم السهلي
حتى الأقلام بكت
إهداء لروح عائشة أبرشى_ قلم الأستاذ السهلي ابراهيم
بأي ذنب قتلت عائشة؟
سؤال على عاتق الوطن
وعنوان عريض على جبينه
وخدامه الأوفياء
كيف يرثي قلمي هذه الفاجعة
دم الشهيدة عائشة
يتألم وروحها
تئِن من غدر الوطن
حزينة تلف حسرتها
وروحها تعوي في صمت
أي ذنب فعلتُ لأُغتصب وأُقتل؟
الموت قدر
وقدري قادني نحو نهايتي
لكن لمَ أُذل
فأُغتصب وأُعذب وأُقتل
ماذا جنيتَ عليّ أيها الوطن
أنا بنت هذه الأرض
شريفة بنسبي، بانتمائي لهذه الأرض
وزهرة هذا الوطن
أنا مواطنة على هذه الأرض
أحلامي وطن
وطموحي أن أسهم في
بناء جدار من القيم
يحمي كرامة هذا الوطن
من أن تذل
وتغتصب...
فبأي ذنب قتلتني أيها الوطن
لم اتآمر على سلبك
حبات الأكسجين
أو تمتد يدي لقطف مناجم الذهب
لم أسلب ابتسامة طفل
ولم أسرق عناقد العنب
أو أضاجع كؤوس الخمر
فحلمي أن أرى العلم الأحمر
شامخا يغازل هواء الصبا
ورذاذ المطر
يعتصر من رحيق الزهر
كأس حرية وإبريق كرامة
فبأي ذنب أفجعتني
وأفجعت قلب أمي
فقد شاخت تجاعيد وجهها
من فرط النكران
لكن نبظات قلبها
كل يوم تغزل وشاحا
وتنظم قصيدة عشق
لحبات السحب، للطيور المغردة
وللفراشات ولكل
عابر سبيل
يمر من أمام المنزل
فبأي ذنب أفجعت قلبا أحبك
هرمت عيونه من فرط الانتظار
فكيف تكفكف جراح العيون
وتطفئ فتيل الحزن والفراق
كيف تلملم جراح الروح
وأقداح الحب المنكسر
بأي ذنب قتلتَنِي أيها الوطن
وأرسلت الخدام يمشون في جنازتي
حملت جسدي للمشرحة
ومنحتني بطاقة هوية جديدة
بين الأموات
حملت نعشي كما حمل خادمك الخبر
الفجع الفجع الفجع
كانت المرة الوحيدة
التي طرق خُدامك باب المنزل
يحملون نعشي
وبطاقة هويتي بين الأموات
في ظرف بريدي
يبحثون عن أصابع أمي
لتقضم القلم وتوقع
عن شهادة ميلاذ الشهيدة
وكتابة عنوان قصيدة جديدة
خذلان الوطن
ابراهيم السهلي بني ملال
المغرب.
تعليقات
إرسال تعليق