الاخلاق..مقال ..ل..عز الدين ابو صفية

 الأخلاق...


بلا شك بأن الأخلاق صفة إنسانية مكتسبة نتيجة التعلم والتعود والنقل عن الآباء والمعلمين في المدارس ؛ وتصبح عادة لدى الإنسان تحكمها قواعد أخلاقية وتربوية وتنظمها ضوابط تضبط السلوك في إطار القيم والمبادئ الأخلاقية وتمنعها من الانحراف عن القواعد والعادات.

ومن هنا نستطيع القول بأن الأخلاق مثل أيّ صفة إنسانية قابلة للتغيُّر والتطور و التراجع ،  وهي بذلك تتأثر بالكثير من العوامل التي لا تبقيها على حالها المكتسب بالتعلم والتعود وهي تتأثر بعاملي الزمن والمكان ؛  فالزمن بمتغيراته التي تؤثر في ظروف الحياة سلبياً أو إيجابياً، فهذا بلا شك ينعكس على الأفراد ويغير من سلوكهم وتوافقهم مع الغير ويدفع بهم لتجاوز الكثير من القيم والمباديء و السلوكيات والعادات والتقاليد التي تنعكس على الأخلاق، وهذا ينطبق على عامل المكان الذي يكون تأثيره على الأخلاق أكثر و أكبر وأسرع، لأن مع تغير المكان إن كان مكان العمل أو مكان السكن فإنه يخلق ظروفاً حياتية ومعيشة للأشخاص جديدة عليهم وبها مزيج مُغاير عما تعودوه من ظروف معيشية وسلوكيات لمجتمعات لم يألفوها وهي بالنسبة لهم تكون غريبة نسبياً عنهم فتجعلهم أكثر حذراً في التعامل مع المجتمع الجديد وقد تدفع بهم للسلوك بعكس ما اكتسبوه من قيم ومباديء وأخلاق بهدف تسهيل التعامل مع المتغيرات الجديدة .

كما سبق وأن أشرت في بداية هذا المقال بأن الأخلاق صفة بشرية مكتسبة ، وكون أنه تحكمها عادات وضوابط فهذا يجعلها صفة خاصة بالإنسان .

الأخلاق بشكل عام هي الأخلاق ترسم طريق السلوك الإنساني في مختلف النواحي اجتماعية كانت أم دينية أو إنسانية وبالتالي لا يمكن تحديد الأخلاق أو تخصيصها وحصرها في تلك الأشكال التي لها مبادئها وتعاليمها وفلسفاتها التي لا تخرج عن المفهوم العام للأخلاق.

هناك الفيلسوف كانت وهنا دين حنيف وكلاهما تحدث عن السلوك النفسي للإنسان والذي لا يخرج عن الإطار العام للأخلاق ،  وهذا يؤكد على اللا فرق بينهما من هذا المنظور .

ولكن هناك فرق بالمصادر بأن الأول آتي من بشر من منظور فلسفي يخضع لمتغيرات الفكر الفلسفي والآخر آتٍ من منظور ديني بحت، وهو منظور ثابت لا يخضع لتأثيرات بشرية وتحكمه ضوابط دينية و ربانية.


د. عز الدين حسين أبو صفية،،،

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي