كن لنفسك مشروعا ناجحا... حسين حطاب

 ...#أخي_القارئ

 عسى أن يعجبك هذا الموضوع وتغوص في عمقه وتسعد بقراءته ، ولك الحكم عليه بعد إتمامه بالمنطق والعقل ، وإنه من سابق الأوان إصدار الحكم على المجهول قبل معرفته ، فهنا تكون قد ظلمتني ، وإن أبرزت حكمك على إنتاجي بعد شمه وذوقه فقد أنصفتني.

...#كن_لنفسك_مشروعا_ناجحا.

– إن عمر الدنيا خداع حقير قصير ، فلا تظن كنزه مكافأة يعمر طويلا ، وحالها مغيرة  للنفس مهلكة لها ، فيها تبعيات تنهك الذات ، كثيرة الإلتواء ، وعبر أيامها تتكاثر همومها وغمومها ، تتلون بالنكد والكدر وأنت منها في مشقة ، فأقبل على الحياة كما هي ، وإصنع منها المعجزات ، وكن راضيا مقتنعا ، وتبصر قليلا لتجد أين الخلل ، أصلحه وإستعد للإنطلاق من جديد .

– أنظر إلى نفسك والعمر يشد الرحال يطوي صفحاته ، يقذفنا كالكرات بين محطاته المتنوعة ، فيها لحظات أفراح ، وأوقات أحزان ، وساعات إنتصار وإنكسار ، يفوز بها من آمن بأنها رحلة واحدة في الدنيا لن تتكرر.

– ألا ترى أن الدنيا جامعة للضدين والصنفين والمجموعتين والفكرتين ، حق وباطل فضيلة ورذيلة ، قوة و ضعف ، إيمان وكفر ، سعادة و يأس ، ثم يطفو الحق والفضيلة والإيمان والسعادة فوق مروج الهناء ، ويطمر الباطل والرذيلة والكفر واليأس في غياهب الشقاء . 

– تريد إنشراح الصدر ، وإزاحة غيوم الهموم والغموم من حقله ، ترغب في إبعاد سحب النكد والكدر من قلب يأبى الإبتعاد عن أطلال الحسرة والندم ،فالدنيا واسعة ، سافر في أرجائها ، وإقطع الأميال لتبصر صفحات الكون المرسوم عليها آيات الجمال المتنوع ، وأنظر من حولك إلى الحدائق الغناءة ، والجبال الشامخة ، وإمتداد الصحراء الواسعة ، وتأمل في كل ما يحيط بك ، أنظر إلى الطير وخذ منه العبرة ، إلى جريان الماء في الأنهار ، وعمق الوديان ، وأفنان الأشجار الباسقة ، وتوقف قليلا عند أغمار الورود والياسمين ، متع ناظريك بأزهارها وأنفك بعبق رائحتها ، حينها تجد الإنشراح ، وتغمر روحك السعادة ، وينزاح الغطاء الأسود عن عينيك .

– إن البقاء وحيدا تعانق الألم ، تسمع أنين المحن ، وقرع طبول التشاؤم ، لهو إستسلام للفراغ الهائج الجائع أمام جحافل الأحزان ، وذاك مشروع فاشل يؤدي بك إلى مسلك الهلاك والإنتحار .

– صبرا جميلا والصبر يتحلى به الرجال الذين يتلقون به كل مكروه بصدور عارية رحبة ، فكن مثل هؤلاء ، وليس لك إلا الصبر منفعة ، فإن لم تقوى على الصبر فماذا أنت فاعل ؟ 

– المصائب لن تتوقف بحمولتها المؤذية ، كن منتظرا لوقوعها ، فما عليك إلا بالثبات والشموخ كالجبل لا يتزحزح ، وترقب الأفضل فإن بعد العسر يسرا وإشراقة جديدة متجددة عند مطلع فجر محملا بالفرج ، لأنه عند مقارعة الكوارث و وقوفك ندا في وجه المصائب تنل ما ترغب فيه . 

– الهم حقير تافه ، فلا تجعل منه خيبة تعوق طريقك ، ولا تعاسة لنفسك تشل خطواتك نحو غد أفضل ، ولا قوة ضاربة تعيق عزيمتك .

بقلمي /  حسين حطاب.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي