قصة زمن له أنياب... هاني فايق فرج
هذى الشخصيات والأماكن ليست من الواقع وانما من خيال المؤلف
قصة قصيرة
بعنوان
زمن له انياب
بقلم د هانى فايق اسكندر فرج
حارة كعب الغزال
تقطن السيدة الفاضلة فى هذة الحارة وتزوجت وانجبت
ولدا وبنتا هما أزهار حياتها وتوام روحها وتوفى زوجها
فى حادث سيارة وترك لها ميراثا ورفضت الزواج وكرست
وقتها وكل حياتها لمراعاة اولادها وافلاذ أكبادنا وحصل
كلا منهما على شهادة جامعية وقد تزوجوا كلا منهما
وكانت احفادها هما اكسير الحياة وعندما يدقوا باب دارها
وكأن الفرح والسرور وانغام السعادة تدب فى روحها
وباب قلبها وقد بلغت الثمانون من عمرها وكان اليوم
عيد ميلادها وجهزت التورتة صنعتها بيدها واتصلت
لأولادها واحفادها ليشاركوها فرحتها ولكن بلا جدوى
وشعرت بأنها وحيدة ونظرت إلى صورة زوجها وتمنت
أن يشاركها عيد ميلادها وأخذت تتحدث الى صورتة
المعلقة على الحائط وانهمرت منها الدموع وكانها فقدت
صمام الأمان وفجأة دق جرس بابها ودخلوا اولادها
واحفادها وغمرتهم بالقبلات وطبعت الجدة القبلات
على صفحة وجوة اولادها واحفادها وأخذت الام
تتفحص وجوة اولادها والاولاد ينظرون إلى بعضهم
البعض وقال الابن الحقيقة ياست الحبايب انا خسرت
فى صفقة وسيشهرون إفلاسى وانا كتبت شيكات
بدون رصيد وسأكون وراء القضبان فقالت الام
انا قد اعطيتكم الميراث للك ولاختك ولا أملاك الا هذا
المنزل وقالت ابنتها أن منزلها ايل للسقوط وقد أخذوا
ايجار مفروش واقترح الابن أن نبيع المنزل وكل واحد
يخرج من الورطة وقالت الام وانا ح اسكن معاك ياابنى
فقال الابن انا ياأمى داءما مشغول انا وزوجتى بالشركة
وقالت ابنتها نحن نجهز انا وزوجتى للسفر للخارج بعد
شهر وشعرت الام بأن حياتها أصبحت كشيك بدون رصيد
أو قطعة موبيلياتباع فى المزاد وان أصبحت قلوب ومشاعر
اولادها كتلة من الصخر ومشاعر مزيفة وشعرت بأن سيكون
اخر عيد ميلادها الاخير وكل ارشيف ذكرياتها فى هذة الشقة
قد أصبحت فى مهب الريح وان الزمن اغتال كل المعانى
وقد اقترح اولادها أنها ستكون فى دار المسنين وسيقومون
بزيارتها وعندما سمعت الخبر وكاءن الشرخ قد أصاب جدران
قلبها كما يصيب الشرخ جدران منزلها عندما عرضوة للبيع
وكاءن مشرطا قد قطع شرايين قلبها وأنها أصبحت فى دائرة
النسيان وجمعت البوم ذكرياتها وأخذت كل ماتحتوية
من دولاب الذكريات الجميلة من صور وخطابات التى
كان يكتبها زوجها قبل الزواج والذكريات الجميلة ووضعتها
فى فى الحقيبة ومع حقيبة أحزانها واستقل ابنها التاكسى
ومعه والدته وود عت منزلها الوداع الاخير قبل أن ترحل
وهى تتكا على عصا وانطفا شعاع الامل فى قلبها ولاذت
بالصمت وشعرت بأنها كالشجرة التى تساقطت أوراقها
وبلا فائدة وأخذت تتساءل وفى فى طريقها إلى الدار
اين ذهب الحب والمعانى الذهبية كلها اضمحلت وذابت
وعصفت بها الرياح إلى رصيف الاحزان وان زمن الحب
قد رحل مع الرياح وان زمن المصالح هو الذى يتحكم
فينا واين الحب الذى غادر قلوب اولادى واصبحوا قلوبهم
يابسه وملامحهم باهتة وقلوبهم ذهب قشرة عيار رخيص
ولكن هذا هو قدرى ووصلت إلى الدار واستقبالها مديرة
الدار بكل عطف وأخذت بيدها وشعرت بأنها القلب الذهبى
بعد ما فقدت قلوب أبناءها العشوائية وجلست مع رفقاءها
بالدار وشعرت بالدفء والحنان الأسرى الذى فقدتة مع
أبناءها وهل سيتحول حزنها إلى فرح وهل ستشعر بالغربة
ام السعادة والامل ومضت الأيام بسرعة البرق ولم أحد
من اولادها أن يتصلوا بها وشعرت بالغربة و اخذت مديرة
الدار تتصل لأولادها ولكن موبايلهم غير متاح وبعد شهور
إصابتها غيبوبة وفقدت الوعى وعملت مديرة الدار عدة
محاولات للاتصال لأولادها ولكن الرقم مرفوع من الخدمة
والام على الفراش وهى فى الهويه الاخير وهى تمسك باوتوجراف الذكريات فى يدها واسلمت الروح
وقد رحلت وكانت المحطة الأخيرة
انتهت القصة
د هانى فايق اسكندر فرج
تعليقات
إرسال تعليق