قدرتنا على تفهم مايجري... فؤاد زاديكي

 عندما نكونُ قادرينَ على تَفَهُّمِ, ما يجري مِن حولنا, من أمورِ الحياةِ الكثيرةِ و المتنوّعةِ, حينئذٍ سيكون بمقدورِنا فَهمُ الحياةِ بصورةٍ أوضحَ, و بالتّالي معرفةُ الآخر, كيف يُفكّرُ؟ ماذا يُريدُ؟ الخ... و هذا يتوقّف بالطّبعِ, على مدى حِنكَتِنا, و صبرِنا و وعينا, علمًا أنّ هذا لن يكونَ أمرًا سهلًا, لكنّه قابلٌ للتّحقيقِ, عندما تتوفّر النيّةُ الحسنةُ, و عاملُ المحبّة, الذي يلعبُ دورًا بالغَ الأهمّيّةِ في مثلِ هذهِ الأمورِ.

مِن هذا المُنطلقِ يُمكنُ القولُ:  إنّ فهمَ الحياةِ و الآخرينَ, يأتي بتعمّقِ الوعي و الصّبرِ، فعندما نكونُ قادرينَ على التّفاعلِ الإيجابِيِّ, معَ العالمِ مِن حولِنا بوعيٍ و فهمٍ، سَنجدُ أنفسَنا نتعلّمُ الكثيرَ ونتطوّر باستمرارٍ. الحبُّ والتّسامحُ يلعبانِ دورًا كبيرًا في تحقيقِ هذا الفَهمِ، حيث يفتحانِ الأبوابَ, للتّواصلِ و التّفاهمِ بين النّاسِ بطريقةٍ إيجابيّةٍ و مُثمرةٍ. إذا كانتْ لدينا النّيّةُ الحَسَنَةُ و القُدرةُ على تَفعيلِ ممارسةِ معانِي الحبِّ و التّسامحِ، فسوفَ نجدُ أنفسَنا قادرينَ على فهمِ الحياةِ و الآخرينَ بشكلٍ أعمقَ و أوضحَ.

أمّا إذا لم نكُنْ قادرينَ على القيامِ بهذه العمليّةِ, من بابِ التّفاعُلِ الإنسانيّ الشامِلِ, الجامِعِ, و أبقَينَا حُدودَ تَعامُلِنا مع الآخر, ضمنَ دائرةٍ ضيّقةٍ مِنَ الأفكار الواهِمةِ, و من التشنّجاتِ الفكريّة و المشاعريّة, حينها ستغلبُ علَينا, حالةُ التقوقُعِ, الذي سيجعلُنا ضمنَ حيّز ضيّقٍ لا مَنفَذَ لهُ, فهو لن يرى نورَ المعرفة بضوئِها المُعطي الحياة, و لن يشمّ هواءَ الانفتاح, لهذا سوف يذبلُ كالنّبتةِ و يموتُ, و بالتّالي تموتُ معهُ إنسانيّتُنا.

إنّ الاستمرارَ في هذه الحالِ, و البقاءَ عليها, قد يؤدّي في النّهايةِ إلى ذُبولِ الرّوحِ و التّواصلِ مع الحياةِ بشكلٍ عامٍّ، مِمّا يَنعكِسُ سلبًا على إنسانيّتِنا و على العلاقاتِ, التي نبنيها مع الآخرين. لذا، مِن الضّروريّ أن نسعى دائمًا لتوسيعِ آفاقِنا و فتحِ قلوبِنا و أذهانِنا للتّفاعلِ الإنسانيِّ الإيجابيِّ، و هذا يتطلّبُ جهدًا مستمرًّا و نيّةً حَسَنَةً, صافِيَةً مِنْ كُلِّ غِشٍّ, و رغبةً في التّطوّرِ و النُّموِّ الشّخصيِّ.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي