طومار الازر

 .                     ★ * طُومَارُ الأَزْرِ * ★ 

 لا يَغُرَّنَّكُمْ شطط عَتوِّ الظَّالِمِين بمَرِيجِ مَشحُونِ الجَورِ أنْ يدفعُوا مُؤْمِنِين للغوبِ قمقامٍ لجِيٍّ وعصفِ رِيحٍ سهُوجٍ، أوَلَمْ يَهْدِ نُوْرُ العرِفانِ لذوِي بَصَائِرٍ أنَّ البَاطلَ ومَا نزَعَ إلى شُرُورٍ مَقطوع الوتينِ ولوْ بَعد حين موبُوق، أعمالٌ مُسرِفةٌ مِن الضَّلالِ يَصرمنَّها الحقُّ مفازًا للصَّابرِين هَاؤُمُ مَا مِنهُمْ لاوٍ جَانبَهُ عَن أضفرِ ميمنةِ الٱجْتِهَادِ لجَوهَرِ الكِفَاحِ بأسْفرِ العطِفِ ولسُبُلِ الفوزِ بخالِصَةِ المَعرِفةِ النَّورَاءِ يُوفِضُون، ألآ إِنَّ مُتَّعِظَ الحِكمَةِ مَا عَلى ظهرِ الأرضِ مِن أحياءٍ كِفاتا فمَا لسَامدِينَ في الملهاةِ وفي الغفلةِ لا يَنتبِهُون، ويُحَادُّون الضَّمِير وَهُمْ فوق كثيبٍ منهالٍ بجملةِ أسناخِهِ ومَا حولهُ لغائِصَةِ هاوِيَةٍ كتسحسحِ السَّجَمُ في خشنةِ الرَّملاءِ، وبَسَرَ الزّئِمُ مذعُورًا ٱزْدجَار الغاوِين لرَادِعَةٍ تُحِيقهُمْ أنكس المحِيقِ، ويَستنكفُ تقصِّي الحقَّ بتولِّي الغيَّ بأغلفةٍ تغشاهُ فلا يَعي رَشادًا مِن شهوةِ التّلوِي قد حَصِرَ الصَّدرُ في التَّحرُّفِ مُتحرِّقا إذ ٱستخفَ عقلهُ وٱمتهنَ نفسَهُ لتبوءِ أماني الناكثِين لسُنَّنِ وُجُودِهِمْ لأضلّ مِن مَتبُورٍ مَثبُورٍ أو كمُسَوَّمَةٍ للذّبْحِ فكان مجذوذا عَن النُّورِ يَتصدَّع لأكظمِ الظَّلماءِ، فمَا مُؤمنٌ كونِيٌّ حَسِيرٌ لوَهنٍ أو مرهقٌ لذلَّةٍ إنَّمَا كافرُ الٱنتِمَاءِ لكُلِيَّةِ الإنْسَانِ هُو المُتردِي قد تصَنَّعَ الهمَّة وتأبَّبَ العِزَّة وكأسُهُ مترعًا بسُمِّ النَّصْبِ ويحمُومِ الٱنكِسَاراتِ، كأيَّنٍ مِن أهلِ بَاطِلٍ أزلِقوا لِنكبَاءِ الجُزُرِ يَجأرُونَ وَمَا لهُمْ مِن التّتبِيبِ من ظهيرٍ ومَا لهُمْ معصرةُ فراتٍ أو أنسُ بَصرٍ أو وِكاءُ أزْرٍ يُسحتون، أئِن ضُرِبَ لهُمْ مثلا عيانُ رؤْيَّةٍ من شمالٍ أو جنوبٍ كشف مَا أخفىٰ قطبٌ قدَّامَ أبصَارِهِمْ فهُمْ عُمْيٌّ لا يَفقهُون، قدْ أسرُّوا ثني العطفِ لقيودِ العبِيدِ وأعجبتهُمْ حياةَ الأرقاءِ وَلوْ كرامتهُم مُمتهنة والخاوِيَة في أنفُسِهِم تجأر إليهَا مُنقلبهم وفِيها صَالُون، وكذلك هُمْ تبَّعٌ وراء سرابٍ وإنْ قطمِيرًا مِن تمرٍ ورشفة من تخمِيرهَا لا يَنالُونَ، أمثالُ بهِيمَّة الأنعامِ وقد زاغُوا صِرَاط حياتهُم هذه الّتي يحيونهَا عنْ مَهْيَعِ الإِنسَانِ، أمَا كان الحقيقُ أنفُسُهُمْ تتزكّىٰ وعدُوٌّ لا يَلِتهُمْ غرَابِيبَ الحرائِقِ ووَاصبَ العذابِ وعنهُم زخرفَ أرضٍ كِفاتٍ أنْ يدْرَؤُون، فلا يَغُرّنّكُمْ زحنة العدُوِّ فمَا ثقلها إلّا للرّيغِ قدْ أزأفَ عليهَا المُؤمنُ ذو الصَّوابِ لِسَوِيَّةِ الكيْلَةِ وٱنذرع ٱقتحام معاقل الظّالمِين، فمَا النّكالة إلّا عليهِمْ وسُوءُ المَصِيرِ، فهَاكمُوه الكفاح الكونِيّ للضِّيَاءِ العالمِيِّ هُو الأزْرُ الظَّافرُ لكُلِّ حقٍّ مُبينٍ.         

 ألآ إنْ تنظرَ المُستضعفِين وينظرُون فأكثرُ النَّاسِ مَا ٱنسرَىٰ الهمُّ عنهُم في السَّغابِ يَنْسَرِقون، فأنَّىٰ لهُمُ المسرَّةُ في وَهَانةِ العُبُودةِ والصَّارّةُ تعضُّ عليهم بأنيابِ المذلَّةِ لتقطيع المذاخر وتمزيق الصُّدُور، وأنَّىٰ للٱنتِمَاء سُكنىٰ الجَنْجَن وَهُمْ في الحِرمَانِ يَتدربَأونَ، أنضَاءٌ وعليهِمْ أمراسٌ تربطهُمُ اللَّحلح ولعامظ دمائِهِم تُكرع ولحومِهِمْ شواءً على حصىٰ النّارِ لتخمَةِ اللّهامِينَ، فهلْ مِن بَعدٍ لأجنِحةِ حريَّة وبعض رزقٍ في ثورةٍ لا يَنفِشُون، وإنْ يفعلوا يجرد عليهِم من حكامِ الٱستِبدادِ واللصُّوصيَّةِ حاميَ الحديدِ بوابلِ الإفزاعِ وبأثقالِ شقواتٍ تمنعُ فؤادًا أنْ يَنهدَ من تكولسِ ظلمَاءٍ أو رأسًا يُرفعَ مِن إلتواءِ تنكِيسٍ أو بصرًا نحو أفقِ رُؤيَّة ولو من خلالِ أسدافِ الظّلمةِ أنْ يرنو للخلصَاءِ، دَرْبَصَ كثيرٌ خشية التنكيل وهلِ المُحارفُ إلَّا مسكينٌ يشطحُ وإنْ تأففَ لآمِنةِ سِلمٍ، قدْ علمَ اللّئامُ ذلك فشطُّوا تنضِيبَ السِّرَاج وتخالسَ القوت لغيهبٍ وتبابٍ، بَلْ ثقببتَ نُفُوسُ الأوغادِ بأحمسِ النّارِ أربة إهلاك النَّاس ولو أجمعين لأجل كلّ الثروةِ وكامل السُّلطةِ فتعاضَدَ الأشرارُ شتىٰ إتجاهات الأرضِ جهارًا يَنهبُون، أثخنُوا القسوة بأساليبِ القهرِ وأعمالِ العُنفِ جيهزة الٱفتِرَاسِ ومَا يتلقون سِوىٰ بعضٍ مِن أثرِهَا عليهِمْ من ردةِ فعلٍ كبَعضِ غبارٍ عن أرديتِهِم يَنفِضُون، أفلولا النّاسُ جهجهُوا حقَّهُمْ يَذودُون أكان هنالك عليهِم ذئابٌ بَلْ بمَا ٱستكانُوا مُسلّمِين أمرَهُم للمجهُولِ إذ تكبكبُوا في الحسراتِ وقرضتهُمُ النَّكباتُ أحياءً تلفهُم الأكفانُ لشتىٰ الأجْنَانِ وساد عليهِم الحَياقِرُ يرْتضُّونهُمْ في روامسِ الذلِّ لأصحر التَّصَوَّحِ وٱستعواهُمْ لفتنِ سُمِّ العاضِهَةِ وأعتمَ الإبصَارِ النَّخاسُون، أفلا يَستولد العنفُ مِن مثلِهِ لَوْلا عِثاث تعلقوا الدَّنِيئة وأدرأ كثيرًا للفواقرِ أكان أغلبُ النَّاسِ عن سلبِ حُقوقِهِم يَسكُتُون أو ظبظبَ عليهم أشرارٌ ضِبَعٌ وشِرِيرٌ مفتون، وٱنغمسَ في الضَّفْوَةِ السُّفهاءُ أرصدةَ الصَّفراءِ يَلعقُون، مَا كِيصٌ جِبْسٌ في الرَّغدِ نبيلاً لا ولا صوامتٌ إنْ أمكنهُمْ على الحقِيقةِ النُّطقُ بما عَوهَنُوا الكلِمَ حتّىٰ مِخْفقا يَستحِقونَ، فلئِن نهضُوا للمُقاومَةِ النوراءِ أو لَمْ يَنهضُوا مكتوبٌ عليهِم من أولي الإسلالِ أنَّهُمْ مُحترَبُون، أفلا يا أيُّها المُستضعفون عَن أنفسِكُمْ تردُّوا مخاصفَ الضَّيمِ الّتي لكيفما تشاء خناجرُها بالتمزيقِ تتدهَّمكُمْ وعنها خُطمَ الويلاتِ تدفعُون، تلك الخفارةُ أوَّلا ذواتكُم ألَّا تولوها جفاف المِجْرازِ وبئيل الإرادةِ وألّا تلاؤم ٱئتِلافهَا لِّمَا بَيْنَ أيدي اللِّئامِ الكاندِين، ٱبْذقرَّ الجمعُ لأبَاجرِ الظُّلماتِ على رُؤُوسِهِمْ مخاريشُ الهوَىٰ كأنَّها سنابكُ المداعِيقِ تدكّهُم لِهَابِي الأدقعِ، ولكأنَّهُمُ الخوابِي المزقة مَا فيها حياة أو الوجيمةُ في مخازنِ هنباغِ النهَاسِرِ، ويتناهزوكُمْ في الأسرِ لأسوأ معاملةٍ وكثيرِ تعذيبٍ دليلُ رعبهم على نشطاءٍ مقاومِين فكُلَّمَا زيَّدُوا المُعتقلاتَ عددًا وبمخالبِ الٱنقِضَاض الوحشِيَّةِ اِتّسعَ عليهِم خرقُ الفشلِ وٱقتربت هزِيمتهُمُ النَّكراءُ، تلك الخفارةُ أوفاها والعهدُ أكرمهُ جزّ ناصِياتِ الشُّرُورِ من نفسٍ ومرعاها لحوز المحاقل عن المُعتدِين، نواص أباجِير لأتونِ النَّارِ ملعونة بمَا تكبَّرت في الظّلمِ وتماهكت دفع النَّاسِ في الكلالةِ والعَيْلةِ وتسافك الدِّماءِ إذِ الحرِيُّ مُهجٌ في الإنسانِيَّةِ لا لاصبة على الكرَاهِيَّة ومَصِيصُهَا البَاطِلَ، والأجدرُ أبناءُ الإنسانِ أشقاء في المحبَّةِ والتَّسَامحِ لا حسبة أبشارٍ بلْ إِنْسِيُّون، لا ولا لعاوس شرهة تجيشُ بالبَلاءِ، فمَا ملتحدا إلّا الضَّمير والَّذِين جاهدُوا لإعلاء كلمة الإنسان وٱنتزاع حقوقهم وردّ الأعداء لشرِّ هزيمةٍ هُمُ الأحياءُ، الَّذِي يرتحلُ عاجزًا يتقلقلُ في فراشِ دنفِ الاِعتِلالِ خيرٌ أمْ الَّذي متألقُ الارادةِ وصلبُ العودِ في ٱشتِعالِ الإرادةِ أبدا لا رمادًا مُطفئً تسفهُ الرِّيحُ كصِنو جذوةِ النّارِ المُشتعلة بالضِّيَاءِ، لا مُبدِّلَ للحقيقةِ مِن روغٍ أو نفاقٍ الكلُّ لرَحِيلٍ ولكن ليْسَ عبدٌ ذليلٌ كحُرٍّ كريمٍ ضُرِبَ الحِجَابُ بينهُم ساعة ويَظعنُون كلٌّ لسَبِيلٍ وكلٌّ إنْ يُبصرَ ضَمِيرَهُ يَجِد صراحَ الصِّدقِ، والطوبىٰ بكرمِ النّعماءِ لا لفزِعٍ ذلِيلٍ بل للأحرارِ الشُّجْعانِ، لأنّ الأوْلىٰ إعداد أهْبَة التحريرِ من ربقةِ كلِّ عُبُودةٍ وشرٍّ فمَا نكِسَ لخسرانٍ قومٌ وأيديهم على زنادِ الكِفاحِ مُقاوِمُون، خلائفُ سلفِ القابضِين على بَيَارِقِ الإيْمانِ لأعظم الٱنتِصَارات، ألآ وزرٌ أنْ تصير الأرضُ مراتعًا للِّئامِ المُفسدين، ألآ الطوبَاءُ لألويةٍ غير مجيرةٍ لأَيٍّ كان مَا عدا الحقّ الأنسِيِّ ولا تقصَّر تصدِيًا لأيِّ من سلطةٍ تضمرُ الشَّرَّ بأعمالٍ تفضحها أو تمرقُ لأحضانِ الأفاعي أو تستمرئُ خيانة الأمانة الحريُّ ٱستِئصَال كلَّ جذورِهَا لأفطرِ الخسْفِ، وَمَا ٱختارت ألوية الحقِّ أثمنَ مِن العقيدةِ الإنْسِيَّةِ النورانِيَّةِ رحمة للنَّاسِ لكامِلِ حُقُوقِهِمْ في الغذاءِ والكِسَاءِ والدَّواءِ والسَّكنِ والعملِ والحيَاةِ الفُضْلَىٰ وصَونِ الأمن وإنماءِ الازدهار، ذَلِكُمْ السّلام الحقّانِيّ لا كذب وإلّا مَا تغطىٰ متواريًا عَن مواجهة الظُّلمِ إلّا الضَّالِعُ الصّدِيغ ولا يهولّنَّكُمْ كثيرُ جبناءٍ فهُمْ حول السَّاقِيَةِ مُرهقُون، فواحد مُؤمنُ بأخلاصٍ خيرٌ من كلِّ المُتذبذِبِين الذين أكثرهُم مفرطون، فلا محالة نورُ الحقِّ يهزمُ كلَّ قوىٰ الظّلامِ والٱستِغلالِ والهيمنةِ والإفسادِ، فمَا يَأسَ أو ترحَ رافعو لواءَ العدلِ والجمالِ وُجُوههُم نضرة وإنَّمَا غلبت قترات الٱستِكانةِ على الأشرارِ ديدنهُم في مناقعِ الدَّناءةِ وعلى مراتعِ القبْحِ، ألآ ٱتسق الحقُّ فجالدوهُم بكلِّ ذي سامقٍ أوليس حقّكُمْ هزم المعتدي وكذلك التحرر من قيودِ الفسادِ الٱجْتِماعِيِّ والتَّعفن السِّياسِيِّ بمَا ٱنساق النّاسُ أكثرهُم لعسعسِ كربٍ وأضْرِمت عليهم الشَّوهاءُ الشّوِية وتقاعسُوا الرُّجعىٰ عن حقيقةِ الإيمانِ وإرادةِ النُّهُوضِ تتعاورهُم المخالبُ الوحشِيَّة قدْ وقبَ عليهم الحافرُ وسمًّا زُعافا يُسْقون، ويعلنُ كثيرٌ أنّ قادتهُم أذلّوهُمْ لمرارةِ الهونِ ولأسواقِ النّخاسةِ يُطرحون، ألآ تبًّا لهُمْ لا محيص وعليهم غطاءُ العنكبِ أمَا العصيان يعلِنون وفي الثورةِ العارِمَةِ الذكِيَّةِ يَثبتون، ٱقرَندَح الأمْرَشُ لواكا للحقِّ بمَا تولّىٰ التظالم مِن دونِيِّةِ النَّفسِ يَرَىٰ في ٱحتلالِهِ النصرَ وتركيعَ الآخرين عدالةً بلْ طغىٰ بنزعةِ مجونِ التقهقرِ كأيِّ مِن فاسدٍ يحسب المغلوب على أمرِهِ نكرةٍ وعبدًا فلا سبيل إلا إرادة المُقاومَةِ بمُحتدمِ الٱصْطِدام عن أيٍّ من ترهيبٍ وترغيبٍ، الحريُّ كلّ ليؤدي واجبهُ لتوقير الحياة عن تحقيرها فلا نسمة بلا أجنحة تنهضُ من نفسٍ لأعالي المقام، والطوبىٰ لأحرار الإنسَانِيَّة إشراقهُم عالَمِيًّا بألطافِ النور وبالضِّيَاءِ المُبِينِ لتحريرِ الإنسَان والأرْض وأزْرُهُمُ الحقُّ فيما بينهُم مَتِين.

             من كتاب أوْلِيَاءُّ الحقِّ الإِنسِيِّ لمؤلفه :

                المهندس أبو أكبر فتحي الخريشا

                                 ( آدم )

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي