لا يؤلمني كثيرا... صالح أبو شگره
لا يؤلمني كثيرا
حين أتقدم بالعمر
مايؤلمني هو أن قلبي
قد شاخ مبكرا
وقد ضاع مني في زحمة الايام
ذلك الصبر
فقد كان النوم عندي
نزهة اذهب اليها
لكنه اليوم صار يغيب عني ولا يحضر
وكنت ابحث فيه
عن ارواح تسليني
واهرب مابوسعي
من يقظة الهجر
حتى صار النوم كابوسا
ترتعد منه كل جوارحي
وتخاف منه الروح وتفر
فأين الملاذ من ذاك الهم الذي يراودني
فأن احسه فوق كاهلي
صار يستقر
يؤلمني ذاك الحبيب الذي
صار يتجاهلني
كأني ماعاشرته يوما
ولا بكت عيناي في غيابه
من طول السهر
ويؤلمني ان الحب
قد مات في قلوب الكثيرين
والاحلام مابين حروفه
صارت تنتحر
ويؤلمني كثيرا
ذاك المداد الذي يملؤ اقلامي
فانا اخاف منه حين يكتب الشعر
اخاف ان اخلد حبا
لايستحق ان يعيش في قلبي
ولا يستحق ان ينام على السطر
وان كان ذاك الحب
قد سرق روحي
وذاب في دمائي
حين اتى به القدر
فالحب سادتي
وهم نود العيش فيه
وللناس فيه كثير من النظر
وكيف لايؤلمني
حين احتاج لشيء
كان يعيش في داخلي
فاجده في لحظة قد ذاب وانصهر
فأقف عاجزا
لا أملك شيء افعله
غير بعض من الآهات تنخرني
وكثيرا من الدموع تنهمر
فأصرخ بصمت….
من اكون انا ؟
وكيف تتلاشى عني كل تلك البحار التي
كنت اعوم فيها وانا لا أشعر
وتختفي كل تلك الامواج التي
كنت اداعبها وتداعبني
اناجيها وتناجيني
وتغيب عني حتى السماء ولا تمطر
وكيف لاتؤلمني تلك العهود التي
قد سكنت الخيانة فيها
دون ان يعني لها شيء من الامر
وكيف لايؤلمني
حين ارى كثير من الاشجار
وقد تعددت اغصانها
وتشابكت اوراقها
لاكنها تعجز ان تثمر
وتعجز ان تعطي
للعشاق شيء من رحيقها
عله يحيي الهوى في قلوبهم
وفيه العيون تبصر
وكيف لا ابكي
ذاك الوفاء الذي
قد عاش يتيما في مملكتي
يطلبني بعينيه
ويتمتم بكلمات لاتفهم ولا تُفَسر
هكذا هي كثير من ثورات الهوى
اطربت لها الحروف
وتناغمت لها القلوب
لكنها في ميادين الهوى
قد اطاح بها الغدر
فدع الايام تمضي
دون ان ناسف عليها
وكيف نأسف على ايامٍ
كانت من العلقم أَمَر
بقلمي.. صالح ابو شگره
تعليقات
إرسال تعليق