حينما يغرد الطير... حسين نصر الدين
حِينَمَا يُغَرِد ُ الطَيْر ُ :
شعر : حُسين نصر الدين :
ما خبر ُ هذا الهجر ِ يا طيْر ُ .؟ .. ألا اشتقت َ للغُصن ِ ما الأمر ُ .؟ ..
ومكثت َ فوقَ الغُصن ِ مُكتئِبا ً .. ألا تعلم ْ بأنك َ طائر ٌ حر ُ .؟ ..
يا طيْر ُ أطلق ْحُدَاءك َ شجْوا ً .. فكم ْ صارع َ في الجوى سِتْر ُ ..
فلا تستُر َ أحزان قلبك َ تُخبئُها .. وحين تُشاع ُ : ويُسْتَقْرَأ ُ السر ُ ..
فما للعيْن ِ ما تُخفيه من حُب ٍ .. وما في القلب ِ يشدُو به الثغر ُ ..
********
أيا رفيقِي يا طيْر ُ في سفرِي .. وكتمت َ سرا ً ما باح َ به السفر ُ ..
كم ْ حُمْنا على نهر ٍ وبحر ٍ .؟ .. وكم ْ من بحر ٍ له مد ٌ وجزْرُ . ؟ ..
كنا معا ً أسيرَا غُربة ٍ قَسَت ْ .. عليْنا كلانا وطالَ بنا الأسْر ُ ..
وكم ْ ضمنا ليْل ٌ حالك ٌ .. طويل ٌ خِلْنَا أنه ما لَه فجر ُ ..
كتبت ُ ذِكْرَاها بالدمع ِ مُؤلمة ً .. ونَظَمَ آلامَها وأشجانَها الشعر ُ ..
********
وحين أقرأُ قِصَصِي حائراً .. يَختفي سطر ٌ ويَقْفِز ُ فوقَهُ سطر ُ ..
ويَرْقُصُ بيت ٌ شعر ٍ طربا ً .. وبالهوى شطرٌ يعانقُه شطر ُ ..
أيَا طيْر َ ذُقْنا معا ً مرا ًوحُلْوا ً.. ما كان في سفرنا حلو ٌ ومر ٌ..
غاب َالحبيب ُ فما له من أثر ٍ .. ضَاع َ أثَر ٌ وراح َ بعده ُ أثر ُ ..
صارَ عُشُنا قفرا ً فارغا ً .. من فرقَة ٍ باتَ وكأنه قَبْر ُ ..
********
فأشعارِي في كل ِ ناحية ٍ قدْ .. مُزِقَت ْ وتناثَرت ْ حولَنا فِكَر ُ ..
كُنت َ تُحيي الحياة َ برقصة ٍ .. فغَدَوْتَ ويصرُخ ُ بيْننا الشعر ُ ..
كم ْ شَمَمْت ُالعطرَ في أعطَافِها .. وكمْ ذاعَ سِرَها العِطْر ُ ..
وكم شدوْنا معا ً لحن َ الهائمِين .. وكم ندبْنَا حظ َ من هجرُوا ..
طال َ بنا الفِرَاق ُ ونأى المَزَارُ .. وبَعُدتْ الشُقَة ُ ومَرَ بنا العُمْرُ ..
********
حُبي وحُزْنِي توأمان لا يفترقانِ .. وسَلْ يا طير ُ يُجبكَ البحرُ ..
فكم ْ سِرْنا معا ً وحلَقْت َ بنا .. ويحكي همسَنا البحرُ والبرُ ..
وكم ْ غَنيْنا لمنْ حَوْلنَا ومِثلنَا .. وكُلَ من جَاءُوا ومن ْ مَرُوا ..
ولا تنسى يا طيْر ُ أنَا هُنا منْ .. زَمَن ٍ يشهدُ عليْنا الرملُ والحَجَر ُ ..
حين َ الرحيل ُ يا طيرُ لا نفتَرِقَا .. فعِنْدَ البَحْرِ إن َمَوْعَدَنا الفَجْر ُ ..
********
تعليقات
إرسال تعليق