مابت اشكو... علي المحمداوي
ما بُتُّ أشكو
إِسْتَفْتِ قلْبَكَ قبْلَ أنْ تتربَّعي
واحْكُمْ بانصافٍ على مُتَوَجِّعي
هذا فؤادي أَلْتَمِسْ عذراً لهُ
فانطقْ بعدلٍ أو بهِ مُتَرفِّعي
إنْ بانَ في أقوالهِ زيفٌ لكم
فاعْدِمْهُ إنْ لمْ يفي أو يدَّعي
بيديْكَ أوجاعي إذا أيْقضْتها
مُدَّتْ إليكَ جِراحَها بتتبُّعي
همساتُ وجدٍ لاذعٍ ألْحانها
فارْفقْ بها إنْ حاولتْ بتضرُّعي
أمّا الفراقُ فذاكَ كلَّ رزيَّتي
فتعالَ وانظرْ قلْبِيَ المُتصدِّعي
يُرْضيْكَ يا قاضي القضاة ظلامتي
حلمٌ وقد ولَّى بِكَتِّ الأدمعي
دع ما مضى بذراً بقلبي قد نما
وسقيتُهُ عسلَ الهوى من مَنْبَعي
وبنيتُ حلماً من خيالٍ فاصطفى
عشٌّ لهُ حتى غدا طيري معي
يزدانُ عشقي كُلَّما يسْتوطن
يسري بروحي هائماً في أضلعي
فاستاءَ منِّي ذاتَ يومٍ يدَّعي
أَنِّي أسأْتُ إليهِ في المَسجعي
فإذا بطيري فرَّ منِّي هارباً
فغدا بصبْحٍ أو كليلٍ بلقعي
والوردُ في الفردوسِ باتَ بنائحٍ
والحزْنُ في الأعماقِ ليسَ مودِّعي
أمسى فؤادي يصطلي حبَّاً بهِ
ومُناهُ في أن يُرِيكَ تشيِّعي
علي المحمداوي
تعليقات
إرسال تعليق