ويحدث.... ايمن حسين السعيد

 #ويحدث

✍#أيمن_حسين_السعيدسورية


ويحدثُ أن نَغدو بلا مَشاعر..

وتصبحُ أحاسيسنَا حِجارةً لا تَنطق..

ويحدثُ أن نُشيح بوجهنا عن رُؤيةِ كل منَّا للآخر..

في صُدفة أو في عُبور أو طَريق..

كأنَّنا مَا عرفنا بعضنَا بعضَاً... وكأنَّنا كالغُربَاء..


حَتّى الإبتسامةُ لَمْ أستَطعْ أنْ أتصنّعهَا..

وفي قَلبِي جبَالُُ من الأسَى و الأحزَان..

فنِصفِي حَيُُ ..... ونِصفِي الآخَر مَيِّتْ... 

وبينَ تلافيفِ ذَاكرتي ..بقَايا من آثَارٍ وأطلالٍ ثَكلى..

قَدَّرَ الله لهَا أن تَمُوت وعيُونها شَاخصة.. كشَاهدة قَبر

عَلى مَوتِكْ..


هَلْ مِنْ رُوحٍ تَعود.. أوحَياةٍ للحِجارة..!؟


هَلْ من لُغة نَطقٍ خاصةٍ بِهَا..!؟

 فَكُّل شَئٍ في حَياتنا.. 

قد تَمّ اغتياله بالمَكر والخَديعة

وللأسف ..بأيِدي الغَير..

وبلا أيِّ ذنبٍ منِّي..

إلا من عِنادٍ وتشبُّثٍ من كِلينا كّلُُ بِرأيه..


أم تُرانا قَدْ أصابنَا السَّأم 

فغَدت رُوحُ كُّّلٍ منَا كالتُرابُ..

لا روَاء لِي مِنكْ..

فيمَا كانَ نَبعُ مَائي مُتدَّفقاً لتُرابِكْ

فتحَجرّتُ في دُروبِ جفَافِك... وجفَائِك


هَا أنَا أقفُ الآنَ أمامَ حَافلة عُمرٍ سَتُقلِعٌ ..

باتجَاهِ الرحيلِ الأخيِرْ..

وَهَا نَحنُ نَقفُ مَشدوهِين..

وكِلينَا لا يملكٌ سِوى نُقوشَاً على حَجرينِ بلا رُوح ..

تَنتابُني رغبةُُ دافعةُُ للإنتقَام تَارةً..

وتارةً أُخرى أُصابُ بالهُمُود

فأدعُ الأَمْر يأخذُ مجراهُ كمَا قَدَّرَ لَهُ الله..

فَكُّلُ الآمالِ التِّي بَنيتُ أحجَارها لأجلِكْ

اكتشفَتُ أن دِعامة طِينهَا..

كَانتْ مَضروبةً وَفَاسدةً

لأنَّ أصلهَا كانَ وسيظلُ من السَّرابْ..

بلا أيِّ خيرِ مِنهْ...


مِنْ كُّلِ تلكَ السِّنين التِّي عِشناها سَويةً..

أدركتُ أنَّها لم تَكن سِوى حُفنةٍ مِن تُرابٍ 

لا حَمأةَ حُبٍّ فِيهِ مِنْكْ

أو خيرٍ أو بعضَ فيضٍ من حَنانْ...


بِرُغْمِ كُّلِ  تِلك الأحاسِيسِ التِّي غَمرتك إيَّاها

 بِغيومٍ دائمَاً ما كانَ منهَا لَكْ..

الطَلُّ والوابلُ من قطراتِي مَاطرَةً 

جَفَت بحَريقِ نَارِ جفَائِك و أسَاك..

وما تَبقَّى مِنْ دُموعٍ  حتّى خَلفَ الجُفون..

حيثُ ضمتَكَ فيهَا كأنّكَ كنتَ لهَا العُيونْ.


وإذ بكَ سَرابُُ.. عَارضُُ من رِجزِ السَحابِ.. كُنتَ ..

وحجارةٍ صماءَ..وبكمَاءَ بالنَار...هَكذا كُنتَ..حَقيقةً..


وأما حُروفي التي كتبتُها فيكَ يَومَاً..

وخطفتَها..حَسبي ستَزهو بِهَا...

وإذْ بِكَ تَنصُبُ حِبالَ مِشنقتِهَا في أواخِر أيلولْ .. 

وشيَّعتَ كلمَاتي كمَا تُشَّيعُ غُصونُ الخَريفِ..

أورَاقهَا فمَا ينفعُ بعدها نَدمُُ 

أو يُجْدِّيْ العِتَابْ.!

✍#أيمن_حسين_السعيدأريحاالسورية

27_9_023**

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي