الهارب... مصطفى الحاج حسين
* الهارب.. *
أحاسيس : مصطفى الحاج حسين.
صَرختْ حيطانُ غرفتي
وأنا أنسلخُ عن نبضها
سأذكركَ ما بقيتُ واقفة
دخانكَ عشَّش بذاكرتي
دمعكَ انزرع في سكوني
أنتَ من علَّم حجارتي
كتابة الشعر
وأعطيتَ لنافذتي الأجنحة
وفتحتَ بابي لبساتين المحبة
لو لاكَ لما أزهرت الأريكة بالمشاعر
ولا ضجّت الطاولة بالحنين
ولا امتلأت أدراجها بوميض الندى
أنتَ..
من ضمّخَ السرير بالاحلام
وجعلتَ لحافكَ يورق بالأماني
وأشعلتَ الصهيل بالمخدة
سيَّجتَ كلّ خلية ضوء
في رحاب صدري
بلمسةٍ من عمركَ
أغدقتَ على أنفاسي الإتّساع
عمّرتَ وحدتي بالضَّجيج
سكبتَ على بلاطي الدّروبُ
زيّنتَ سقفي بالسماء
ونقشتَ على أضلعي دقات قلبك
لن أنساكَ
حتى وإن غمرني الخراب
وإن خطفني الزلزال
أو أكلتني العناكب
مقبض الباب سيعود لصمته
ومفتاح الباب سيغلق دفاترَه
والستائر ستعجز عن تنشيفِ دموعها
وداعاً يا صديقي المستأجر
كنت أجمل لاجئ أدفئ صدري
وأكثر زبونٍ استغلّه مالكي
وبلادكَ لم تتفقد غيابكَ بعد !!
فمتى ستندمُ حربكم
وتكفّ عن ملاحقتكَ
أيها الهاربُ من نيرانِ أخوته؟!.
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول
تعليقات
إرسال تعليق