قدور.... نورة كراش

 قدور

   نعمت بصداقة رجل طيب ،فكان من خاصة أحبابي وأقربهم مودة إلى قلبي،كان شيخا تجاوز 80سنة بقليل ويبدو عليه العجز والتعب وعصبية المزاج فحزنه سبب له الفشل في أيامه الأخيرة ليعيش في ظلام ووحدة وهدوء

    حاولت مساعدته على التغلب على بعض من همومه بأنس نتبادل الزيارة ،فكان في كل لقاء يروي لي ماجرى له من قصص ممتعة منها وأخرى حزينة بأنه عاش يتيم الأب ولم يكن من العدل أن يتحمل مسؤلية نفسه ووالدته ،فماخذلته قواه وتحامل على نفسه كغريب عاش بين جفاء لكن الله قدر له جميل الصبر ووجد راحته فالإنطواء على نفسه،كان ينصحني أن أقلل من شفقتي وطيبتي على من حولي لأنه يعرفهم قبلي قال عنهم إستغلاليون ...حتى في يوم من الأيام  خرج للتسوق فوقع على ضهره الهزيل لينكسر عدة كسور ووقع له مصاب والدنيا هزأت به فألقت به أرضا وصرخ يارب

ولم أكن أدري أنني سأكتب نهايته معه ،فحرصت على ملاحقة سيارة الإسعاف التي تحمله ورددت له جميل العشرة ،واتسع فكري لتهدئة روحه فلازمته 50ساعة فحدثني أنه لم يندم على مافات وأنه أحب شخصا واحدا في كل حياته وهو إبنه الأكبر أما الباقي لايستحقون حتى شرب فنجان قهوة معه، وأعطاني مبلغ من المال في يدي وهو سعيد بي ليقول أخر كلماته تمتعي بالدنيا كانت هديته لي ليلا ،أما صباحا أصبح يحمل هما لما هو آت وذراعاه مربوطة على صدره وذراعايا مربوطة على كتفه أغمض عينيه واصفر محياه،لتنقطع أنفاسه،فعلمت أنها الموت فاندهشت وقلت:إسترح يا أيها الرجل الجد الحنون فقد أتعبك الأنين ،إن لله وإن إليه راجعون.                              بقلم نورة كراش

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي