طواف اليراع... محمد كركوب

 طواف اليراع


 سأسبح في بحر عيونك

 أنغمس في شرايينك

 أتربع في عرش فؤادك

 لأغرس الود و الحب

 ليتجسد في شكل

 الزهر الورد و الأقحوان

 ليرتقي الود بين الزهور

ليشع القلب بالنور 

لتطيب روحك الرهيفة

 بنسمات عطر الصباح

 فكرك و وجدانك يتألقان 

 في سماء رب الأكوان 

 منها الأرض و السماوات 

 السبع و مثلهن بنبض الفؤاد ينتعشان

 لينبثق الشعاع ليتدفق

 النور و الحنين من حبل الوتين

 ثم أرتقي بهمسك في الأفاق

 لأصبح كالهيام يتناثر ريشه

 بل يطير كالحمام غاية عنان السماء

 ليحقق الوئام تراه لا ينام

 يقيم في الأعالي

 ساهرا في الجنان

 ذلك الخلود عند ربي الرحمٰن

 لا يسهى و لا ينام

 يعلم نبظات الحسان في البراري

 السهول و مغارات الجبال

 كذا البحر و السماء يا كرام

 اهديهم ورد الجور و الأحلام الوردية

 في عالم السعادة و الأنوار

 تسطع من شعاع الشمس

 ليعود من جديد إلى السماء الفضية

 من مياه أعماق البحار

 إنه الإنعكاس يا أبطال

 وصفه و ذكره الشعراء

 كالشعار لتتعافى لتتعالى

 أصوات الأشجار لتخبرنا

 عمى صار و جرى على ضفاف الأنهار

 لتبرهن للحاظرين قيمة الكبار

 و ما يستحقونه من مدح

 بكل فخر و إفتخار لما قدموه

 حقيقة لا أوهام أو درب

 و سرد من الخيال

 يا أيها الفارس المغوار

 إرتقي في السجال

 ناشد الأحرار داخل و خارج الآصوار

 لتقيم المحافل و العرس في كل مقام

 و تخبرهم بالمقاب

 لتتنعم و تتناغم الأرواح الطيبة

 في بلاد الأفراح لتستريح

 و تستنير الأذهان التي هي في الأبدان

 ما أروع و ما أحلى لياليك

 بالهمس و خفة الروح المثالية

 نسمر مع الكرام ابناء الديار

 الذين يدودون عن الأصوار

 لتزهى الدنيا بأحلى حلة كأنها

 زرابي من سندس

 أفرشت للإخضرار ملونة بالأزهار

 تبهر الناظر بجمالها الفتان

 دمتم ادللعصر عنوان

 عباقرة خلدوا ذكريات العصور

 بالنحت و النقش على الصخري

 لتتجلى الذاكرة في الدواوين

 و العقل الرزين كالفواكه و الثمار

 أنتم الأنوار مصابيح و الشموع

 تداوي الآبصار

 كونوا مبدعوا زماني

 ليدوم الخلود و الإنتصار

 دمتم للشعر الراقي عنوان

 بكل رقاء شهامة نبل و عنفوان

 أنتم الشجعان مقوموا أرجوحة الزمان

 لا أبدلكم بأي كيان لأنكم همس الروح

 دمتم عنوان بدونكم

 لا يكتب شعرا و لا ديوانا

 يا أهل المعرفة و الحكمة

 أهديكم باقة من صفائح النعمان

 لأنكم باقون على العهد

 لا تحويل و لا تبديل في هذا الوجود

 نورتم بوجودكم كل مقام و مقال

 أقمتم و حرصتم على دواوين

 الشعراء و الأدباء الآخيار

 يسردون علينا القصائد و المقالات

 كطباق الفواكه و أينع الثمار

 تشع أنوارها علينا

 كالنجوم المجرات و الآقمار

 لنرتقي و تفتح علينا

 أبواب السماء للآسفار

 لإكتشاف الكائنات

 أصناف أشكال و ألوان

 و ما خلق الخالق

 من أروع الأكوان


بقلم محمد كركوب الجزائر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي