وطن يموت... سامر الشيخ طه
قصيدة بعنوان ( وطن يموت)
وطني لأنتَ مصيبتي وعزائي
ولأنتَ داءٌ فيه كلُّ دوائي
ماذا أقول وقد وصلتَ لحالةٍ
يُرثى لها من كثرة الأعباءِ
فلقد غدوتَ محطَّماً ومُدَمَّراً
ومشرذماً ومقطَّع الأرجاءِ
وتكالبت أممُ عليك لينتهي
دورٌ لشعبكَ في نهوض بناءِ
أبكي عليك بحسرةٍ وبلوعةٍ
ولئن بكيتُ فلن يفيدَ بكائي
ذبحوك في وسط النهار وهلَّلوا
ودعوك تنزفُ من كثير دماءِ
جعلوك قرباناً لفيض جرائمٍ
قاموا بها في عتمةٍ وضياءِ
أثروا إذا نهبوكَ وارتاحوا لِما
فعلوا فبئس حقيقة الإثراءِ
وتقاسموك كأنَّ شيئاً لم يكن
ورموكَ في بحرٍ من الأرزاءِ
وبكوا عليك وأشبعوا أجسادهم
لطماً بزيفٍ بائنٍ ورياءِ
***************"
أبناؤك الأنذالُ باعوا نفسهم
للغير من دولٍ من الأعداءِ
وتٱمروا وتواطؤوا وتزلَّفوا
حتى غدوا جيشاً من العملاءِ
يا ضيعةَ الأبناء إن عقُّوا وإنْ
ظلموا وتلك مصيبة الأبناءِ
ومصيبة الوطن الذي في حضنه
يحوي شياطيناً من السفهاءِ
بئس الذين تورَّطوا فيما جرى
أو ما سيجري من أسىً وشقاءِ
وتراكمت عبر العصور دسائسٌ
وتكاثرت في جملة الأخطاءِ
******************
وطني ويؤسفني بأنك صرتَ في
حالٍ من الإنهاك والإعياءِ
لكنَّ أرضك لم تزل أرضي وما
زالت رباك مخدَّتي ووطائي
وسماؤك العليا سمائي لم تزل
ولسوف تبقى ما حييتُ غطائي
ولسوف يبقى من نباتك مأكلي
وأُخِيطُ من بعض النبات ردائي
أرثيك يا وطني وأرثي حالتي
فالحال لا يحتاج غيرَ رثاءِ
أرجوك ربِّي أن تعافي موطني
فاقبل إلهي مطلبي ورجائي
سأقوم ليلي في الظلام مصلِّياً
وأصوم من فجري إلى إمسائي
ولسوف أدعو الله كلَّ دقيقةٍ
قد يستجيبُ إذا أُلحُّ دعائي
من أجل أن تُشفى جراحك موطني
ويمنُّ ربِّي منعماً بشفاءِ
٢٨ - ١٠ - ٢٠٢١
المهندس : سامر الشيخ طه
تعليقات
إرسال تعليق