الحب واشياء اخرى... عصام حمي

 الحُبُّ وأشياء أخرى (34)


تأليف وإعداد : 

 عِصام حَمي


نوال : كُلُّ شَيءٍ وارِد .. يا عزيزتي 

فالرِّجالُ قُلوبُهُم كَبيرة ..وتَسَعُ للعَديد ..مِنَ النِّساءِ ..

بينَما نَحنُ النساء لا نُحِبُّ إلّا رَجُلاً واحِداً 

ديانا ( والقَلَقُ ظاهِرٌ عليها ) : 

هَل مَعقول جلَال الكاتِب الرومانسي ..يُحِبّ غيري ..!!!

نوال : لا أريدُ أن أُخيفَك ..وفي نَفسِ الوَقتِ لا أريدكُ أن تَطمَئِنِّي وتَثِقي كَثيراً ...

 إنِّها الحقيقة ..بالنسبَةِ للرِّجال ...


في استُديو التَّصوير ..دَخَلَ الرَّجُلانِ وحيد وجلال ...

كانَ الإستعدادُ على قَدَمٍ وساق .. لتَصويرِ مَشهَدٍ عاطِفيٍّ ..

عندَما عَرَّفَ وحيد الحاضِرين عَن جلال ...صَفَّقوا لهُ ..

لسَماعِهم عَن أخبارِه وَ دَورِهِ في التَّوسُطِ بينَ جبهة الفارك والحُكومَةِ ..مِن أجلِ السَّلام ..

فَهُم يَتُوقونَ إلى السَّلام ..

مِنذُ أمَدٍ بعيد ...

المُخرِج كانَ يلقِّن البَطل خوانيتو ..دَورَهُ ..كانَ خوانيتو هذا  شاباً وسيماً طويلَ الشَّعرِ ..

مائلاً إلى السَّمارِ قليلاً ..يُشبِه أبطال أفلام زورو المكسيكيَّة 

سألَ وحيد عن البَطَلة إسترليتا 

قالوا لهُ أنَّها في غُرفةِ المَكياج وستَخرُج بعد دقيقتين ..

قال جَلال لوحيد : سَنَرى هذهِ المَلِكَة ... أو جولييت ..التي ..

حدَّثتَني عَنها كثيراً يا روميو  ..

بعدَ قَليل ...أطلَّت ..البَطَلةُ ..

تَمْشي كَمشيَةِ  عارِضَةِ الأزياء ..مَمشوقةَ القَوام .. 

تُزَلزِلُ الأرضَ من تحتِ قدميها ..أمّا  شَعرُها فهوَ بلونِ اللَّيل الأسودِ ..

 يَصِلُ إلى مُنتَصَفِ ظَهرها يَتَطايرُ بِخُيلاء عندَما تَمشي  ...

وعينانٍ سَوداوتان ..

مَعَ رِمشينِ طويلينِ تُغطي بهما من يَشعرُ بالبَرد ..

كُلُّ ما يُحيطُ بها يَشِعُ ..

روعَةً وجمالاً ...

إنَّها مِن نَوعِ  الجَمالِ .. الصَّارِخ ...

نَظَرَت إلى وجهِ ... جلال ..فَتَسَمَّرَت ..لِبُرهَةٍ ..

شيءٌ ما لفَتَ انتِباهَها نحوه...

حتَّى نَسيَتْ ..سَبَبَ خُروجِها مِنَ الغرفة ..

أمّاجلال فَقد كان مأخوذاً ..

مُنساقاً إلى هذا الجمال .. رَغماً عَنهُ وإلى تِلكَ الرَّوعةِ وكأنَّها لوحةٌ مِن الخَيال ...

نَظَرَ وحيدٌ إليها ..

وإلى مَن تَنظُر هِيَ .. 

ثُمَّ نَظَرَ إلى جَلال ..

الذي كانَ ينظُر إلى تِلكَ العيون الجارِحة ...

فقال : جَلال ...جلال...ما بِك 

وكأن جَلالاً لمْ يَسمَعه ..


اقترَبَت استرليتا مِن جَلال لِتُحَيِّه وتَعرِفَ مَنْ هُوَ .. 

هَمَسَ أحدُهم في أذنُها ...

أنَّه الكاتِب الأستاذ جَلال حَوّاط مُؤَلِّفُ قِصَّة المُسَلسَل الذي تُمَثِّلُه ...

وسَفيرَ السَّلام ...

ابتَسَمَت ..وزادَ أوارُ تَعَلُّقِها ...

سَلَّمَتِ عليهِ وصافَحَتهُ : 

مَرحَبا سنيور جَلال ...

تَشَرَّفنا بِوجودِك مَعنا ..

أنتَ رائِع ..مِثلما رواياتِك رائِعة ( كانت مُباشِرة في عَواطِفِها )..

جلال : أشكُرك سيدتي الجَميلة (وقبَّلَ يدها قبلة تحيَّة )..ثُمَّ قال : 

في الحَقيقة ..تَحدَّث عنكِ كثيراَ صديقي العزيز  الأستاذ وحيد ..

والحقيقة أنَّكِ أجملٌ مِنَ الوَصف ...

ابتَسمت البَّطلة ...

وحيد ( وهُوَ يقتَرِب مِن جَلال ) :

 هَل صدَّقتَني ؟؟...معيَ حَقّ أليسَ كذلك ...

جلال : 100% ..هيا ..

أرِنا جُهودَك في جعلِها تُحِبّك ...وأقولَ لكَ ..مُبارك ..سَلَفاً ..

وحيد : جهود ...ستَرى ...

جلال : دعنا نَرى تَمثيلها أيضاً ...

وَمضَتْ دقائِق ..في مشهَدٍ ..تؤدِّيه البَطلَة بِبَراعةٍ ..لدرجةٍ أنَّ كُلَّ الرِّجال الحاضرينَ تمنَّوا لوْ كانوا في دورِ البَطل ...ليُمَثِّلَ أمامها ..وينهَلَ مِن عاطفَتِها ..ويُسَرّ بِقُربِها ...

إنتهى المَشهدُ ..وجاءت إسترليتا مُباشَرَةٍ نحوَ جلال لِتَجلِسَ معه ..

ودارَ بينهما هذا الحديث 

جلال : برافو ..برافو ...كانَ تمثيلكِ رائِعاً عَفويا وأدَّيْتِ الدَّورَ بِبَراعة ...

إسترليتا : هل أعْجَبْتُك !!

جلال : كَثيراً ...

إسترليتا : الدَّور فَقَط ؟؟

جلال : ماذا ....


يتبع 


بقلم : عِصام حَمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي