ظاهرة التسقيط... سندس البصري

 ظاهرة التسقيط

-----------------------

التسقيط :  ظاهرة يعتمدها البعض لمآرب في نفوسهم ومقاصد تخدم مصالحهم الشخصية

ومعناها يشمل الكذب والبهتان والافتراء على شخص ما أو عائلة أو مجموعة من الناس كأمة او قبيلة ما أو فئة معينة أو شخصية دينية هذا على المستوى الاجتماعي..

أما على المستوى السياسي دائما ما نرى ونسمع أن الحزب الفلاني ضد الحزب الفلاني وأن حملات التشويه والتسقيط تاخذ مستوى واسع تبدأ من جهات الإعلام الخاصة بهم إلى تحشيد الافراد الذين ينتمون لهم،  فنرى هذا الحزب يتهم ذاك الحزب بالارهاب والآخر يتهمه بالفساد إلخ...

 وهذه أحد الحملات التي كثير ما تنجح بإسقاط حزب معين  دون التفكير بالقيم الدينيه والأخلاقية والعرفية التي تمنع الإنسان منعا باتا من الافتراء والكذب  والتي حرمها الدين  فالبهتان والكذب وهتك السمعه والقذف من الامور المحرمة شرعا فضلا عنها اخلاقاً وعرفاً ووضع لها أشد العقوبات الدنيوية فضلا عن العواقب الآنيه واللاحقة.

وقد استخدم التسيقط ايضا في الحروب حيث اعتمد بعض القادة على بث اشاعة ما ونشرها  لكسر وثني عزيمة الخصوم ولبث الرعب والخوف بينهم  واسقاط الهمم  وهذا ما فعله انذاك المشركون في معركة أحد بعد ما كان المسلمون قد سيطروا على المعركة وكان النصر قريبا منهم قاب قوسين أو أدنى لجئ المشركون لبث الإشاعة ونادوا (مات محمد مات محمد ) فانكسر جيش المسلمين فخسروا المعركة ... 

وللتسقيط وجوه متعددة واشكال وانواع ومقاصد كثيرة ...وهذه الظاهرة المشوهة للقيم انتشرت انتشارا واسعا ,فاستخدمها الغرب للاغراض الدنيئة والمقاصد المريضة،  حيث نجدهم قد شنوا حملات شوهاء نكراء على المسلمين وألبسوهم ثوب الإرهاب الذي كان ومازال هم من لبسوه وزاولوه ابتداءاً يصنعونه ويقدمونه للناس بثوب الإسلام ، من خلال حملاتهم الإعلامية ومن خلال جذب ثلة من ضعاف النفوس وتجنيدهم لمآربهم ، ولو لاحظنا لوجدناهم حتى في أعمالهم الفنية في السينما والتلفزيون يختلقون شخصية إسلامية عربية يلبسونها لباس الإرهاب ، فيقدمون صورة مشوهة عن ديننا الذي كان وما زال هو دين السلام والتسامح والانسانيه لكن حملات التسقيط أخذت دورها الفاعل بين المجتمعات، حتى أصبحوا هم أنفسهم يصدقون كذبتهم..

وهذه: الظاهرة تفشت وانتشرت على نطاق واسع أيضا بين أفراد المجتمع الواحد، تجدها حيث ما يكون الخلاف فسرعان ما يلجأ البعض بشن حملته الإفترائية فيبدأ باختلاق القصص والحكاية الوهمية ولصقها بخصمه الذي ربما كان من أقرب المقربين إليه لكن البعض عند اختلاف الرأي أو ما شابه تجده لا يراعي للعشرة إلاً ولا ذمة ، سرعان ما  ينتقص من شخص اخوه او زميله او صديقة السابق ويحاول بشتى السبل بل وبأقذرها  أن يشوه صورته بين أصدقائه ومعارفه باللجوء إلى نشر الشائعات من خلاله هو أو تسليط بعض ضعاف النفوس الذين ينقادون لأوامرهم وطلباتهم وكأنهم حيوانات قد روضت لهذه المهمات المشينه دون أن يفكروا بنتاج وعواقب فعلهم المشين وردة فعل المجتمع على ما يفعلون وبما يتلفضون....

ومن الواجب علينا كأفراد ومجتمعات التصدي لهذه الظاهرة والحد منها قدر المستطاع بالوعي وتمييز الكلام هل هو صحيح أم لا وهل يجوز لأي كان أن يمتهن التسقيط ليظهر نفسه بمظهر المظلوم وخصمه الظالم أو إنه على حق وغيره على باطل وهذا يحتاج إلى تروي وتفكر ووعي يميز ما يقال ظاهرا وما يحاك خلف الكواليس..(( يا ايها الذين امنوا اذا جائكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهاله فتصبحوا على مافعلتم نادمين)) 

ثانيا إذا اتضح وبانت حقيقة التسيقط وما ورائه من مقصود ومبتغى، هنا يجب على كل شخص واعي متحظر ان يشجب ويستنكر حتى يردع ممتهنين الفتن والتشويه وحملات التسيقط وهذا يدخل مدخل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونصرة المظلوم وردع الظالم وان ثاب المسقط وعاد الى رشده ووعيه واراد التوبة عن فعله القبيح بالتسقيط وتشويه السمعه فعليه جبر ما كسر  وفقا لحديث الرسول الاكرم ص ( من كسر مؤمناً فعليه جبره) 

----------------------------------

وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير والصلاح وأصلح حالنا وحال المسلمين وكفانا شر المتصيدين بالماء العكر وكفانا الله شرار الالسن وضعاف ومرضى النفوس الذين ينطبق عليهم ما معنى قول الرسول الاكرم ص (ان شر الناس منزله يوم القيامة من يتقى مخافة لسانه)  

ابنة الفراتين

سندس البصري