أيتها الممتلئة بخلايا النسيان... عبد الباري احمه

 أيتها الممتلئةُ بخلايا النسيان

رتبي عقاربَ الأمسِ على معصميكِ

فالأرضُ كالسماءِ ممتلئةٌ بالمواقيت

والأبوابُ مشرعةٌ للهروبِ للخلف

ها هو قلبكِ يفِرُّ من ظلِّ نخلِ بيتنا

يبحثُ بين أصابعكِ الخرساءَ عن اعتذار 

لم يظلل نبضُكِ كلّ نخلاتِ بابل

كنتِ ككل السنابلِ الممتلئةَ بالطهر

وفي القيظ نالت منكِ نحنحاتُ الحصادين

تقتلعُ مناجلهم ضحكاتي 

حينها رميتِ قافيتي في سواقٍ مجهولة  

وفي مساءاتكِ الندية ناجيتي ستائرَ الحيرة

أن تُدثر خطواتِ منفاك

وفي عزلتكِ

تتوسلينَ معطفَ ملاكٍ تائهٍ في حجرتك

يفكُ طلاسمَ فجركِ المتأخر

طلاسمَ وصيةِ الوداعِ المغلفِ بثوبك 

المزخرفُ ببلاهته

أيتها المحصنةُ بالحكمةِ المضللة 

لا يخضعُ الحبُ للتأويل مرتين

هو ابتلاءٌ في أولِ خريف

وقداسةٌ تنامُ في جرنِ الملكوت

وعندما يتباهى قلبكِ بجنونه 

مزقت شفاهكِ ورقةَ التوت الأخيرة

وكتبتِ على عجلٍ قصيدةَ التمرد في لحظة عناق

الآن يا سيدتي مزقي كل القصائدَ المؤجلة 

فالآلهةُ لا تختبرُ اناشيدَ المحتالين 

اغمضي عينيك برهةً

حتى تغفرَ فيكِ السماءُ خطايا البشر 

حين قضمتِ بنواجذكِ أناملي 

تاهت بكِ الدروب 

وانكسرت مجاديفُ بوصلتك

فكان طوفانُ أيلول 

وكان سقوطُ مئزرِ خصركِ الثمل

فوق أوجاعِ الخريف 

ينتظرُ فواجعَ الشتاء في خيمةٍ 

تشبهُ وجهكِ المستعار.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي