منذ ان رأيتك... رحاب الاسدي

 منذ أن رأيتك 

وسهام عينيك إصابة مقلتي

عيناك بحور أغوص فيهن 

لهن بريق يخطف الأبصار 

صورتك مطبوعة على 

جدار القلب

وأنا مجبرة على الصمت

ملامحك أراها مرسومة 

في ملامح البشر

كتبت اسمك على الحجر 

والشجر والمدر

محبرتي دم الوريد 

يامن ملأت  وسواس صدري   

وعطّرت روحي بحبك العميق  

كل حرف أنطقه يبوح باسمك  

وكل نظرة تتجه نحو طيفك البهي  

أنت لي الحياة والنور  

يا من سكنت أعماق قلبي بلا استئذان  

وفي كل نبضة، وفي كل همسه  

أجدك أنت، سيد مشاعري

يا من سكنت القلب واستحوذت على الروح  

كيف لي أن أهرب من عشقك وهو يسري في دمي؟  

كلما حاولت أن أتناساك، أراك في كل مكان  

في ضوء القمر، وفي همس الرياح  

اسمك محفور على صفحات عمري  

ومهما حاولت الصمت، يشهد عليك كل نبضي  

يا أمير الأحلام

 يا من ملأت أيامي  شرودة 

كيف السبيل إلى نسيانك 

وأنت الهواء الذي أتنفسه 

أمضي في دربي 

وأنت ظلّي الذي لا يفارقني  

أنت البداية والنهاية

و المأوى والملاذ  

فكيف لي أن أكتب عن غيرك  

وأنت كل الحروف

كيف لي أن أهرب منك وأنت في كل زاوية من عالمي  

تتسرب في أفكاري كما يتسرب الضوء عبر النوافذ  

تسكن أحلامي حتى في يقظتي  

أراك في وجوه المارة

 في انعكاس المرآة  

أنت البداية في صباحاتي 

والنهاية في لياليّ  

أيا من ملأتني حباً وألمًا  

أكتبك في السطور وفي الفراغات  

فأنت الحبر الذي يسري في قلمي  

كل كلمة أقولها

 وإن كانت صمتًا تنطق بك  

لا مهرب من حبك

 ولا فكاك من أسرك  

فقد صار حبك قدرًا

مكتوبًا على جبين أيامي  

وكلما جربت الهروب

وجدتني أقترب منك أكثر.

يا من أصبحت قدرًا لا مفر منه  

كيف أهرب وقيد حبك في معصمي  

كل خطوة ابتعد بها

 تعيدني إليك رغماً عني  

كأنك نجم يهدي طريقي رغم ظلام الليل  

أنت في نبضاتي

 في أنفاسي

في كل لحظة من حياتي  

أحاول أن أغلق الأبواب خلفك

 فتجده الرياح تفتحها  

أحاول أن أطوي صفحاتك

فتعود لتُكتب من جديد  

أنت القصة التي لا تنتهي  

والقصيدة التي تتكرر مع كل شروق وغروب  

يا من جعلتني أضيع في بحرك بلا شاطئ  

أنت الرحلة والمرفأ  

أنت الجرح والشفاء  

ومهما حاولت

لا أستطيع سوى أن أحبك  

حتى ولو كان ذلك صمتي الأخير....قلمي رحاب الأسدي