تواشيح من حنجرة الليل... سناء شمه

 تَواشيحٌ من حُنجرةِ الليل


في حضرةِ القمرِ المكتوم 

تنعسُ النجومُ بِرداءِ الضياء

لا شيء يَحجبه سوى غيماتُ مَطر

أو حماماتٌ تَئِنُّ على نوافذِ القدَر

وتلكَ الساعاتُ البطيئة تزحفُ على أردافِ العمر

في حضرةِ القمر المهموم

مُستَنبحٌ يطرقُُ مغاليقَ الأبواب

في جيدِه لعنةٌ من عصورِ الخراب

تَستكشفُه الريحُ الخامدةُ

خلفَ القِباب

على الأنقاضِ يرقصُ رقصةَ البلهاء

يجتمعُ على مهلٍ عواء الذئاب

تتعرّى الأغصانُ من وهلِ النائبات

يتجرّدُ النخلُ من ثوبِ السكون

إناءٌ في زاويةِ الحلمِ المهجور

تُنَقّطُ فيه أوجاعُ القاصِرات

من بُكائها تموتُ العيون

يَترشّحُ الدمعُ دماً في أخدوده

على طُرقاتِ الزمنِ المهدور

 صواعقُ القتلِ الثقيل

تَجنّحَت على أكتافِه

توابيتَ السائرين

مضَت كَغيمةٍ هائجةٍ

في الدربِ الطويل

تَتلقّاها أعينُ الساهرين

عندَ مدافنِ الوجعِ الصامت

يتنفّسُ الثرى من ذاكَ العطرِ الفائت

كأنّه مازالَ في جيوبِ الأكفان

لم تُغيّره مصائبُ الأزمان

في حضرةِ القمرِ المَكلوم

تَواشيحٌ من حُنجرةِ الليل

تُهيّجُ الفؤادَ الأسير

ينبشُ في سواقي الذكرى

يأبى الرقادَ، يتخطّى قَيدَ المصير

كم من أقمارٍ أفلَت لدى بوّابةِ الفَجر؟ 

وذاكَ الفؤاد يمكثُ في زنزانةِ المجهول 

لعلّ زائراً يأتي بِبِشارةِ يوسف 

فَيبصرُ الأملَ من جديد

لا عناقَ للموتِ ولا خندق تراب 

يَتبعُ حروفَ الشّمسِ في أوّلِ الطريق. 


بقلمي /سناء شمه

العراق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي