كبرنا... حسين حطاب
كبرنا
****
كبرنا يا صاحبي
و الزمن خطف سنين العمر
و صارت ذكرياتنا عناوين قديمة
و الدنيا صامتة تمشي بسرعة
أخذت منا براءة الطفولة و عنفوان الشباب
هرمنا يا صاحبي و غزا الشيب الشعر
و الطفل ينادي يا عم كيف الحال
يدعو الله لنا الصحة و العافية
كبرنا و بقينا بلا أحباب
و غاب عنا السمر و الترحال
و نسينا بريق الأحلام
كبرنا يا صاحبي و الذكريات
ما عادت تقص إلا في يوم من الأيام
عناوينها بالية مهملة
مطمورة في زنزنات النسيان
و خلفنا صور تنادينا أحلام تعاتبنا
أصبح بيننا و بينها فراق السنين
تحاكي أمانينا بين إمتداد عمرنا
كبرنا يا صاحبي
و الكل غارق في همومه
و الدنيا للأسف تصف أحزاننا
كبرنا يا زمن قبل وجوهنا
هرمت مشاعرنا و شاخت أحلامنا
و ها نحن ننادي بالجراح نغرق في الألام
ننادي و من يسمعنا نغرق و من ينقذنا
أبكي يا قلم على سطور أوراقي
فهي لا تسمع لا تبالي
لم نعد أطفالا و لا شبابا
و بتنا نفتش عن الحب و الحنان
كم لعبنا بعفوية
و كم أحببنا بجنون و عشقنا بهوس
كم سافرنا في الفجاج الواسعة
كم ...و كم إرتوينا من الحياة
و الآن إحساس مرهق السنين يعترينا
يذكرنا بأنين و جراح قلوبنا
و أصبح الجسد منهكا متعبا هزيلا
كم هو سهل أن تكتب مرحلة العمر
و كم هو صعب أن تعيشها
كبرنا يا صاحبي
و إحترقت شمس الطفولة و إنطفأ قمر الشباب
و صرنا نتساءل عن زمن من عمرنا إنتهى
عن بسمة تلاشت من شفاهنا
عن مرارة الألم لم تفارقنا
ما عسانا إلا كتابة آهاتنا
نتحدى بها أعواما طويلة
نحاول الهروب منها و الإبتعاد عنها
و عندما نحاول
تهتز مشاعرنا و يرتجف داخلنا
و تتحجر الدموع بعيوننا
يا سننينا أبكت أحزاني
و جراحا ثارت بوجداني
ضاق صدري و إشتعل جوفي و عجزت أن أكبل يدي
فلا تسكبي أحزانا على صدري
بقلمي / حسين حطاب
تعليقات
إرسال تعليق