طقوس الهروب... عبد الباري احمه

 طقوسُ الهروبِ..


ذاتَ حلمٍ هربتْ على استحياءٍ

حين أربكها وميضُ الخلخالِ

تلتهمُ عطرَ ذاكَ المساءِ المهمَلِ

تدفنُ المراثي في أولِ غسقٍ

أيتها العابثةُ بتفاصيلِ الجهاتِ

أقسمتُ بنحيبِ خطواتكِ

أن لا أحرقَ الأشياءَ من جذورها

فراحةُ كفي كضيعةٍ صغيرةٍ ممتلئةٍ بالنقوشِ

تنامُ على خطوطها آلافُ الحكايات

حكاياتٌ موسومةٌ بالقبلِ

كانت تدثرنا من لهفةِ الأمسِ

الأمسُ الذي سرقَ نصفي الأبهى للقدرِ

حينها صمتت مسبحتي عن دندناتِ الاستغفارِ

وتتالت التعويذاتُ من تمتماتِ جدتي

حتى اصبحَ الكأسُ ثملاً أكثرَ من صاحبِ الحانةِ

أيتها المطليةُ بالطينِ

أقسمُ بخماركِ المستعارُ من سلالِ قصائدي

أن تتمهلي..

سأحدثكِ عن فهرسِ غيابكِ 

عن الصمتِ المتشحِ بتنهيدة الاعتذارِ

سأخبركِ عن موتِ المسافاتِ

عن يخضوركِ الغضِ المبتلِ بعواءِ المساءات

عن الفوانيسِ كيفَ كانت تمزقُ ستائرَ الليلِ

وهي تلتحفُ مكائدَ هواكِ

تمهلي قليلاً يا سيدتي

ما هكذا توردُ المعاني لمنشئها

لفؤادٍ يتلو وجعَ الكمالِ

ويتخذُ لعينيكِ مكحلةً من سوقِ الزنابقِ

ويجعلُ من منفاكِ

من هروبكِ

مسافةَ أمانٍ يمزقُ النكباتِ

حتى تعودينَ من النافذةِ المطلةِ على الفجرِ

كطفلةٍ كبرت على الفطامِ

مثلَ دهشةِ " الكسعي" تقضمُ أصابعَ الندمِ

مثلَ دهشةِ ثغركِ حينَ أخفى حنينهُ في صرةِ الاشتياقِ

وكيفَ اخفيتِ الوسائدَ خجلاً من زخارفِ أناملي

وكيف كوَّرَ القدرُ نهديكِ كاليقطينِ البري

سأتركُ الوديعةَ الأقحوانَ في مقابرِ الهزيمةِ

حتى تفتحَ صوامعُ التوبةِ أبوابَ التهجدِ 

وتعودينَ لمزارِ العرافاتِ

تتوسلينَ كبيرَ المريدين أن تستحمي بنبيذِ ضوئي

وماءِ وضوئي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي