بلاء المحبة... احمد صلاح
بلاء المحبة
أتوب لله من حب بليت به
حتى غدوت أسير الفاتن الجاني
أعادني للتصابي بعد أن ظهرت
ملامح الشيب في صدغي وأجفاني
بليت في حب أنثى لست أدركها
إلا بعقلي وفي قلبي ولسَّاني
حبا تملك روحي كاد يهلكها
أذاب قلبي ولبي حين غشَّاني
أحببتها حب قيس في ملاحمه
حبا نسيت به داري وعنواني
وتاه بي عن مصير قد خلقت له
يسمو به بين خلق الله أقراني
مصير من تنشر الإسلام سيرته
في كل قول وفعل فيه ألقاني
مصير من تعبد الرحمن خطوته
تقفو الصراط على نور وبرهانِ
هذا أنا عبدك العاصي بغصته
أتيت يسبقني ذنبي وأشجاني
ثبِّت على منهج التوحيد رائيتي
وقُد إلى جنة الفردوس وجداني
لملم شتاتيَ إني عدت مندثرا
مبعثرا بين آمالي وأحزاني
أعاهد الله ربي أن أكون له
عبدا مطيعا لمن بالبر أحياني
أصون أرضي وعرضي عن حواسدنا
مقارعا كلَّ ختَّارٍ وخوَّانِ
وأحملُ الدِّين في قلبي أعيش به
أدعو إليه بعزم كلَّ إنسانِ
أجاهد الجهل والجهال أرشدهم
لما إليه إله العرش هدَّاني
لا رب للخلق إلا الله خالقهم
فكيف يرحون إفكا دونه ثاني
وكيف يدعون مخلوقا لينقذهم
ويجحدون بحق الخالق الحاني
عجبت ممن ينادي في الورى بشرا
ويدعي أن عيسى اللهُ ذو الشانِ
فليس عيسى سوى عبد يوحده
دعا إلى الله في صبر وإيمانِ
ومن يرون عزيرا ابن خالقهم
ضلوا ضلال بئيس تائه خاني
فما عزير سوى عبد لخالقه
يوحد الله رب الإنس والجانِ
ومن يقولون أن الله ثالوث
تأفكوا قول بهتان وشنآنِ
تقدَّس الله عما يلفظون به
فالله أكبر من أوهام شيطانِ
من شاء أن يعرف المولى بفطرته
تأمل الكون إن الخلق رباني
كم آية في بناء الكون ترشدنا
عن قدرة لعظيم خالق باني
إبداعه في بناء الكون نعرفه
في قوله إن رب العرش سوَّاني
تأملوا خِلقكم في شكل هيئتها
هل تستطيعون يوما خلق إنسانِ
توبوا إلى الله من إفك يقول به
أسلافكم بين كهانٍ ورهبانِ
ووحدوا الله حقا في عبادتكم
ونزهوا الله عن إفكٍ وبهتانِ
|
أحمد صلاح
المحاقرة-صنعاء
٢٠٢٤/٦/٢٨م
تعليقات
إرسال تعليق