قلبي حمار عنيد... مصطفى الحاج حسين

 * قلبي حمـارٌ عنيد.. 


    أحاسيس: مصطفى الحاج حسين. 


إنْ قُـدِّرَ لـي

أن أجتمعَ مع قلبي

كيفَ سألتقِـيهِ؟!

وهل سأعاتبُـهُ

أم سأعتذرُ منـهُ؟!

مِن حقي عليـهِ

أن أحمّلَـهُ كافةَ المسؤوليَّةِ

عن سببِ هواني وأحزاني

وهو قد يكونُ محقاً

إن وجّهَ لـي تهمةَ الخذلانِ

وفقدانِ الشَّجاعةِ

والتّحدي، والتّصدّي، والجرأةِ الضّاربةِ

أنا عاقلٌ وهو مجنونٌ

هو مندفعٌ وأنا صابرٌ

لم نتّفقْ لمرّةٍ واحدةٍ

طيلةَ حياةِ عشقِنـا

تحادثْنـا، تجادلْنـا، وتعانَدْنـا كثيراً

بل وتشاجرْنـا وتضارَبْنـا بالأيدي

هو استفزعَ عليّ نبضَهُ ودمَهُ

وأنا جنّدتُ عليه عقلي وروحي

الليالي سالَ هدوؤها

والدقائقُ مزّقتِ الجدرانَ

بكىٰ من فوقِنا سقفُ غرفتِنا

وحاولَ البابُ أن يفصلَ بينَنا

والنّافذةُ أطلقت صرخَتَها

حتى بلاطُ الأرضِ

طلبَ منّا التّهدئةَ

واستحلفتْنا السّتائرُ

باسْمِ ما كان بينَنا من ذكرياتٍ

أن نتوقفَ عن هذا العراكِ

قلبي حمـارٌ عنيدٌ

سيظلُّ على عشقِهِ

وأنا رجلٌ عجوزٌ

تبتُ عن شقاوةِ الحبّ

تعبتُ وما تعب

شبتُ ولم يزل يعتلي جوادَهُ

فمن سيفصلُ بينَنا

يا أصدقـاء؟!.*


         مصطفى الحاج حسين.

                إسطنبول

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي