لاتحزني... عبد الكريم الصوفي

 (  لا تَحزَني  )


هل تَحزني  ... والجمالُ مِن حولِنا وارِفُ ؟


والصباحُ مُشرِقُُ والنَسيمُ يُنعِشُ الأغصان  ... وبالدلالِ يُسرِفُ


أوراقها تَحتَفي  ...  مِن فَرحَةِِ تُرَفرِفُ


والثِمارُ الناضِجاتُ دنت بها أغصانها  ...  مرحى لِمَن يَقطُفُ 


والطيرُ قد غادَرَت أعشاشَها  ...   وشاقَها التغريد  ...  لِعَزمِها تستأنفُ


أو شاقها التحاورُ  ...  أُهزوجَةََ  للوليفِ تُنشِدُ


في عِشقِها  للحَياة  ... في كُلٌِ ثانيةِِ  ألحانَها تُردٌِدُ


فهي حُرٌَةُُ لا تخافُ  ذلِكَ المُرجِفُ الحاسِدُ ... ولا السخيفُ الحاقِدُ


خُلِقَت لِتَسعَدَ بالحياةِ ولِلعِبادِ تُسعِدُ


لِغيرِ خالِقِها أبدأ لا تَعبُدُ 


تِلكَ الطُيورُ طالَما رَفرَفَت طَرَباََ ...  للخالِقِ تُمَجٌِدُ


حتى أذا  تَلَبٌَدَت اجواءها  في الشتاء  ...  فَفي غَدِِ ينتَهي التَلَبٌُدُ


وأنتِ في زهوِ الرَبيع  ...  يا حُلوَتي  ... قد شاقكِ التَنَهٌُدُ ؟


لِمَ لا تَسعَدي  ...  والحياةُ بُرهةُُ ...  وليسَ مَن يَخلُدُ ؟


والصِبا في غدِِ ينطوي يُبدٌَدُ 


رَفَعَت ( حُلوَتي ) رأسَها  ...  تمسَحُ دَمعَها والرُموشُ  تَشهَدُ


تَمتَمَت لكِنٌَها المظالِمُ  ... يا فارسي في الحياةِ لم تَزَل تُعَربِدُ 


أجبتها ...  لِنَدَع أمرَها لِلخالِقِ  ...  من يُنكِرُ  عَدلهُ أو يَجحَدُ ؟


وإن عجِزنا ما لنا سوى الدعاء  ...  ورَبٌَنا هُوَ الذي يُنجِدُ


مَسَحَت وجهَها بِكَفٌِها  ... وتَمتَمَت لِرَبٌِها تَحمُدُ


قُلتُ في خاطِري  ...  متى أذاََ لِحُبٌِنا نُجَدٌِدُ ؟


شُحرورَةُُ  غَرٌَدَت  من فوقنِا  ... وليفُها بينَ الغُصونِ يرقُدُ


طارت إليه  ...  فأوجَدَ لها ... عشآ به تَسعَدُ


تَبَسٌَمَت غادتي  ...  قد شاقَها ذلِكَ المشهَدُ


نظرت أليٌَ في رِقٌَةِِ  ...  كأنها بِمُهجَتي تَستَنجِدُ 


سُبحانَ مَن أرسَلَ الشُحرور ...  لِحُبٌِنا يُوقِدُ


بقلمي


المحامي  عبد الكريم الصوفي


اللاذقية     .....     سورية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي