الى غزة العزة... صخر العزة
إلــى غـــزة الــعِــزة
الله أكبر الله أكبر – الله أكبر على كُلِّ من طغى وتجبَّر
الله أكبر على كُلِّ من خانَ وطبَّعَ وتآمر
الله أكبر على كُلِّ من أغمض عينيه وغزة تُباد وتُدمَّر
الله أكبر على كُلِّ من فقد الإحساس ولم يتحرك ولم يتأثر
غزة يا أمة العرب – غزة يا أمة الإسلام – غزة يا أحرار العالم تستصرخ قلوبكم وضمائركم ، فهل تكفي المسيرات ، وخطابات الشجب والتنديد في لجم هذا العدو الهمجي ؟
فإلى متى هذا الصمت يا أمة الملياري مسلم ؟
ألم تروا لو أنهُ جُرح طفلٌ صهيوني لتحرك العالم وأصبحنا إرهابيين قتلة ، وأما ذبحُ شعب كامل ، فلا يتحرك فيهم ساكنٌ ، فهم فاقدوا الإنسانية ، ولا نرى منهم إلا التدليس والكذب ، فمتى ستتحركون أمام حرب الإبادة الهمجية ضد النساء والأطفال والشيوخ ، وهذا هو شأنهم في تعاملهم معنا كما قال الشاعر أديب إسحاق :
قتلُ امرءٍ في غابة جريمةٍ لا تُغتفر
وقتل شعبٍ آمن مسألةٌ فيها نظر
وأعود وأقول مهما ارتكبتم أيها الصهاينة ومعكم دول الغرب الهمجية من قتل وتدمير وذبح ، فلن تُخفِضوا قيد أُنمُلة من التفاف أبناء غزة حول مقاومتهم التي أذاقتكم الذُل والمسكنة ، ومهما فعلتم ، فلن تهجروهم من أراضيهم حسب مخططاتكم الدنيئة ، فهم راسخون في أرضهم التي ولدوا من رحمها ، وتراهم يخرجون من تحت الأنقاض ، ولسان حالهم يقول : ( حسبنا الله ونعم الوكيل ) ومنهم من يحمل إبنه الشهيد يودعه وهو يقول : هذا فداءً للمقاومة ، فلله درُّكَ ما أعظمك أيها الشعب الأبي !! ، قال تعالى في سورة النساء – الآية 104 : { وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا } .
لله درُّكِ يا غزة يا من كشفت حقيقة الغرب المجرم أمام العالم كله وكشفت زيفهم ، وكلهم قد هبوا لنصرة دولتهم اللقيطة ، ولكنهم لا يعرفون ، أنهم يواجهون شعباً تربى على الإيمان ، وباعوا الدنيا واشتروا الآخرة ، فلن ترهبهم عُدتكم وعتادكم ، وما هدفهم إلا نيل رضى الله وتحرير وطنهم السليب ، ونصرة أقصاهم الشريف ، قال تعالى في سورة آل عمران – الآية 173 : { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }
لله دركم يا أطفال غزة يا طيور الجنة ، الذين ترتقون شهداء من جنة الله على الأرض – فلسطين – إلى جنة عرضها السماوات والأرض ، لتزفكم الملائكة إليها محفوفين برحمة الله عزَّ وجل ورضوانه ، لتعودوا طيوراً أبابيل تمحق بني صهيون ومن والاهم من بني الغرب ، ومن باعوكم وخذلوكم وطأطأوا رؤوسهم للصهاينة ، قالى تعالى في سورة آل عمران – الآية 139 : { وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }.
لله دركنَّ يا نساء غزة – يا خنساوات فلسطين – اللواتي يودعن أبناءهن بالزغاريد ويزفوهم وهم يرتقون شهداء إلى إحدى الحُسنيين – الشهادة في سبيل الله .
لله دركم يا شيوخ غزة الذين خرجتم أسوداً جبابرة عاهدوا الله ورسوله على تحقيق إحدى الغايتين إما النصر وإما الشهادة ، قال تعالى في سورة الأحزاب – الآية 23 : { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا } فقد صدقوا الوعد وها هم في طوفان الأقصى لا يزالون يلقنون العدو دروساً في التضحية والفداء ، وكسروا شوكته التي لا تُقهر ، وأذلوه أمام العالم كله .
لله دركم يا أبطال المقاومة الميامين ، فأنتم من بشَّر فيكم رسول الله صلى الله عليه وسلَّم إذ قال عن عبدالله بن الإمام أحمد : [ لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين ، لعدوهم قاهرين ، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء ، حتى يأتيهم أمر الله ، وهم كذلك" ، قالوا : يا رسول الله وأين هم؟ قال : "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس ] .
ختاماً أوجه رسالتين أولهما إلى أبناء الضفة الشماء ، وأبناء الأجهزة الأمنية في السُلطة الفلسطينية ، وإلى أبناء فلسطين الداخل ، يا أُسد فلسطين في الضفة يا من تقدمون التضحيات والشهداء ، العزة والمجد لكم ، إجعلوا الضفة طوفاناً آخر زيدوا ضرباتكم ، فهذا العدو لا يعرف إلا لغة القوة ،
ورسالتي إلى أبناء الأجهزة الأمنية في السُلطة الفلسطينية ، يا أخوة الدم والمصير ، يا أخوة الشهيد يوسف ريحان ( أبو جندل ) أسطورة الجهاد في مخيم جنين عام 2002م ، والشهيد حسين عبيات ومروان زلوم وغيرهم من شهداء الأجهزة الأمنية الذين واجهوا جنود الإحتلال دفاعاً عن أبناء شعبهم في الضفة ، ألم يئن الأوان لكم إلى إنهاء مهزلة التنسيق الأمني ؟!! كيف يُمكن للشاة أن تكون حارسةً للذئب ، وهو يلتهم كل يوم أحدَ أبناءها ، لـتأتي اللحظة المواتية ليكمل عليك أنت أيضاً ، ولا تكونوا أداة طيعةً بيديهم ضد شعبكم بل قفوا سداً منيعاً في وجهه ، وأنتم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثٍ رواه أحمد بن حنبل في المسند : ( إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم ، يأكل الشاة القاصية ، والناحية، فإياكم والشعاب ، وعليكم بالجماعة ، والعامة ، والمسجد ) وحالكم كذلك بخروجكم عن وحدة الدم والمصير مع المجاهدين من أبناء شعبكم .
ففي هذه المعركة – معركة طوفان الأقصى هي معركة فرز للخبيثِ عن الطيب ، فكونوا مع مقاومتكم الباسلة ولا تكونوا عليهم ، فرصاص العدو الصهيوني لن يُفرِّق بين أحد عن الآخر ما دام يجري في عروقكم دمٌ فلسطيني ، فالوحدة – الوحدة يا أخوة الدم والمصير .
وأنتم يا أبناء فلسطين الداخل ، إنَّ دوركم هام جداً ، فموقعكم في قلب الإحتلال سيؤلمهُ ويوجعه أكثر ، فثوروا عليه ، وقضوا مضجعه ، فالنصر بإذن الله قاب قوسين أو أدنى ، وأنتم يا أبناء الشتات لكم دوركم الكبير في إيصال صوتكم لكل دول العالم عن عدالة قضيتنا ، وكشف هذا الإحتلال البغيض ، فحاربوا في كل مكان من مظاهرات ومسيرات ، وبالإعلام وبوسائل التواصل الإجتماعي ، وبكل الوسائل المتاحة في كشف غطرسة وهمجية هذا الكيان المختلق .
ورسالتي الثانية إلى أُمتينا العربية والإسلامية ، وأقول كفانا ضعفاً وهواناً ، ففلسطين أرض الإسراء وأرض الأنبياء والمقدسات ، هي قضيتكم ، فلا تتخلوا عن نصرتها ، لأن بتصفية القضية سيكون فيه تحقيق حُلم إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل بل أكثر من ذلك ، فكفا ضعفاً وخوراً ، فطوفان الأقصى أتى لينبهكم لتستفيقوا ، ويكشف لكم أن هذا الكيان صنيعة الغرب ووضعوه لتبقى الأمة مفتتة ، ونحن لا ينقصنا عددٌ ولا قوة فنحن أمة وصل تعدادها إلى ملياري مسلم ، والله إنه لعيبٌ علينا أن تلهينا الدنيا وتُنسينا واجبنا أمام قضيتنا المركزية –قضية فلسطين ، وأن تلعب بمقدراتنا دولة لقيطة صنعها الغرب لنبقى مشتتين ومتفرقين ، وما ينقصنا إلا الإيمان والعزيمة والإرادة لنهزم هذا الكيان الغاصب ومن معه من حلفاء ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن في قلوبكم الوهن» ، فقال قائل: يا رسول الله ، وما الوهن؟ قال : "حب الدنيا ، وكراهية الموت" )
ورسالتي الثالثة إلى أبناء الأجهزة الأمنية في السُلطة الفلسطينية ، يا أخوة الدم والمصير ، يا أخوة الشهيد يوسف ريحان ( أبو جندل ) أسطورة الجهاد في مخيم جنين عام 2002م ، والشهيد حسين عبيات ومروان زلوم وغيرهم من شهداء الأجهزة الأمنية الذين واجهوا جنود الإحتلال دفاعاً عن أبناء شعبهم في الضفة ، ألم يأن الأوان لكم إلى إنهاء مهزلة التنسيق الأمني ؟!! كيف يُمكن للشاة أن تكون حارسةً للذئب ، وهو يلتهم كل يوم أحدَ أبناءها ، لـتأتي اللحظة المواتية ليكمل عليك أنت أيضاً ، ولا تكونوا أداة طيعةً بيديهم ضد شعبكم بل قفوا سداً منيعاً في وجهه ، وأنتم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثٍ رواه أحمد بن حنبل في المسند : ( إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم ، يأكل الشاة القاصية ، والناحية، فإياكم والشعاب ، وعليكم بالجماعة ، والعامة ، والمسجد ) وحالكم كذلك بخروجكم عن وحدة الدم والمصير مع المجاهدين من أبناء شعبكم .
ففي هذه المعركة – معركة طوفان الأقصى هي معركة فرز للخبيثِ عن الطيب ، فكونوا مع مقاومتكم الباسلة ولا تكونوا عليهم ، فرصاص العدو الصهيوني لن بفرق بين أحد عن الآخر ما دام يجري في عروقكم دمٌ فلسطيني ، فالوحدة – الوحدة أيها الأبطال .
فأين أنتم من مشاهد الأشلاء على أرض غزة ، وصور الدمار الذي استهدف كل شيء من مشافٍ إلى مساجد وكنائس ومدارس ، بحملة إبادة جماعية ، فإلى متى نبقى مُتفرجين ، وبانتظار دورنا ؟!!
وقد صدق الشاعر وهو يتحدث بلسان كل إنسانٍ سواءً كان عربياً كان أو مسلماً ، وأقتطف بعضُ أبياتٍ من قصيدته إذ قال :
ماذا أقـول وقلبـي بـات يعتصـر؟ مما يدور وما يجري وينفـــــطر
ماذا أقـول وأعمـاقي ممزقــــة؟ والصمت ران كأن الحال يحتضـر !!
ماذا أقـول وسمعي مـا به صمــم؟ والعين تدمى وماء العين ينحـــدر
فالقدس تشهد أحـداثاً مروعــــة والليـل أعمى ووجه الأرض معتـكر
فالحال يندي جبين الحـر واأسفــي فالعسـف والنسف والإرهاب والجُدُرُ
والقـدس تُنعى وأقصانا يصـيح بنـا والختـل والقتل والإقصاء والنــذر
يا ويـح صهيون ما أودت وما فعلت لا الشـعب ينسى ولا الأيام تغتفــر
الله أكبر فـي الساحات نسمعـــها الله أكبـر بالأعـداء تنـفجــــر
اللـه أكبـر يـا ربـاه أحـي بنـا روح الشهـادة فالأعداء قـد كثـروا
تكالبـوا واسـتقروا فـي مـرابعنـا أواه يـا أمـتــي الأورام تنتشــر
عفواً بني قومـي لا عـذر ينفعكـم صـهيون يعبث بالأقـداس والزمـر
بنو اليهـود أقـاموا صرح هيكلهـم ونحن نرقـب مـا يأتـي بـه الهذر
فمـا التـفـاوض والبلـدان تنفعنـا ولا الوفـاق ولا أوراقه الحمـــر
لا يُرجع الحق إلا خفق ألويــــة تطـوي الثريـا وللآفاق تنتشــر
لن يسعف الحال إلا مهجـة عزمـت تسقـي التراب وترويه وتصطــبر
صخر محمد حسين العزة
عمان – الأردن
26/10/2023
تعليقات
إرسال تعليق