القبل نواميس... عبد الباري احمه
القبلُ نواميس.
تتلونُ السلالمُ بفراسخِ الدهشةِ
تتأوهُ بنحنحاتٍ مفعمةٍ بالاجتياز
تقطفُ من الزمنِ الآتي بقايا وجهي
فخورةً بخطواتها الخجولةِ نحو ذاكرتي
تدندنُ في سرها.. الوداعَ اشتهاءً ويقظة
وللقبلِ نواميسها
الناموسُ الأول..
شفاهٌ صاخبةٌ تمزقُ الرداءَ خجلاً
فتتهاوى اطرافهُ من الشرفاتِ
الناموسُ الثاني..
في المساءاتِ تتدثرُ الايقونةُ بشفاهٍ مجهولةٍ
فتنامُ حائرةً خلفَ شواهدِ الغربةِ
الناموسُ الثالث..
في الصباحاتِ الضبابيةِ تتوضأُ الشفاهُ
ببركِ التعويذاتِ
وتملأُ قلبها بحزمةِ نارنجٍ
قُطفت من مناديلِ الاطلالِ
الناموسُ الأبدي..
ترتجفُ الشفاهُ في تفاصيلِ العودة
وتسكبُ من قارورةِ الحكاياتِ
ما تبقى من القبلِ
والصبرُ يقرفصُ على مقاعدِ
الغدِ
ينتظرُ عقاربَ الساعةِ الكسولةِ
يمزقُ أوراقَ الاستسلامِ
لكاهنٍ لا تخضعُ شفاههُ للقبلِ
وترتبُ تفاصيلهُ في ملامحها
مراراً تجلدُ اوجاعَ الصخبِ
توقظُ خاصرتها اليسرى من الهَجِّرِ
وفي المنحدراتِ تحجبُ بوشاحها
أسرارَ الألمِ
وتلعنُ الجسدَ الهاربَ نحو المدافنِ
المنغمسةِ في ظلمةِ الحيرةِ
تركضُ لاهثةً بأنفاسٍ متقطعةٍ
تصعدُ العتباتِ والإشارات
وتتمرغُ بعطرِ سلالمِ محرابه.
تعليقات
إرسال تعليق