ايقظتني العاصفة... فاطمة همامي
ايقظتني العاصفة
ما كنت ارغب في السهر
ايقظتني العاصفة المجنونة
رغما عني
و ملاتني خوفا كالأطفال
فارتعدت اوصالي
من قسوة الوحدة و البرد
ومن عوائها كالذئاب
انها كادت
تقتلع شباك غرفتي السميك
و انا على يقين
أنها عبتث بازهاري
و شوهت حديقتي الغناء
هجرني النعاس
و تملكني الضجر
كم طال الليل !!
فمتى ينبلج الصباح ؟
و تغادرني الكوابيس
راودتني فكرة الكتابة
لكن قلمي ما طاوعني
و افكاري فرت مني
كانها تهابني
كنت مشوشة الذهن
و تهت لا أدري أين
كان غيمة سافرت بي
إلى ما وراء عالمي المحشو
بوسائد الألم
لملمت شتات افكاري
اشتغلت ذاكرتي
تاوهت جدران بيتي
شمعة خجولة وحيدة
قابلتني في ركن ضيق
تقاوم الفناء
كنت أتلمس من ضوئها
بعض اشيائي
المبعثرة حولي
ارتعدت هي من زفرة
فرت من صدري
سقطت جثة هامدة على السجاد
يبدو أنها لفظت أنفاسها
قبل ملامسة الأرض
ضاع بصيص الضوء
في بحر العتمة المقيتة
امل الحياة مازال صامدا
رغم اندثار ضوء الشمعة
في متاهات فضاء عابق
برائحة الضيق و الملل
خاطبت ظلي المصلوب
على أعمدة الياس
سيضمد النسيان أوجاع الحنين
و نور الفجر
سيزحف على ظلام الليل
ستضاء الدروب
و ترقص الحياة
سينتحر الاسى على ارصفته
و تهدأ العاصفة
مرحى يا نسيان
شكرا يا زمان
فاطمة همامي تونس
تعليقات
إرسال تعليق