صراع العراقيين الموروث... سعاد الفضلي
صراع العراقيين الموروث
د.سعاد الفضلي
يبقى المرح لدى العراقيين ثانوي
لانهم يعيشون في غربة مع الروحْ
يبتسمُ الأطفالُ وفي عيونهم دمعة معلقهْ
فحبهم للحياة عنيدْ
وتصبرْ الأمْ وفي قلبها جرحٌ يتكلمْ
تظل شاخصة نحو البابْ
تعدُ الطعامَ له .... وتغسلْ الثيابْ
لعل ابنها يعودْ حتى ولو كان شهيدْ
يفجعهم البعد عن الوطنْ
تقتلهم الغربهْ ويعصرهم الألمْ
وأشواقهم كلَ يوم
للعراق... تزيدْ
ليس لهم حضور طاغي
لا بسبب شخصيتهم
بل بسبب انتمائهم
لتقلب الموازين
وفوضى العهودْ
منذ آلاف السنين
وهذا ما يجعلهم في تناقض صارخٍ مع الواقعْ
من أين يبدؤن طريق العوده
ليكونوا واقعين
هم يعيشون الماضي
بكل تجلياته
المحزنه والمفرحه
عميقون في التفكيرْ .. وفلسفة الحياةْ
لكن يجرفهم... الانهيار الشديدْ
تخدعهم النتائج المذهلة
باستمرار حولهم
وكل جديدْ
فليس لديهم خيارٌ باتخاذ القرارْ
يتلذذون بتعذيب أنفسهم والآخرين
تربطهم بالحياة
علاقة حبٍ وحنينْ
لكن من الصعبِ عليهم النظرْ
بعمق للمستقبلْ
فهناك ثمة خلل يعيق توقعاتهم
لانشغالهم بالمتاعب حولهم
فالذكريات الجميلة لديهم
حضورها بسيط
لانهم منقادون... ومقيدون
للنظم والقوانين
يعتذرون بسرعة عند الخطأ
ولا يجاملون
والفرحة تتلاشى سريعا لديهم
لأنهم
يجدون دائما ما يقلقون من أجله
في غمرة الفرح
وحتى أيام العيد
ولو كان كل شئ من حولهم جميلْ
يشعرون بالخوف وسط النجاح يفمرهمْ
و يركبون المخاطر لمواجهة المصيرْ
ولكن يبقى خوفهم من العقابْ شديدْ
لا يستطيعون العيش وفق النماذج التي يصنعونها لانفسهم
لأنهم ليسوا أصحاب القرارْ
يجمعهم الشتات في اتلاف غريبْ
ويفرقهم الوطن بشكل عجيبْ
لايزالون يكابرون ولا يريدون الاعتراف
بالحقيقة الخالده
فكم من مواعيد لتعديل الحياة الغيتْ
وأجلت بالنار والحديدْ
وصلاحيات يتم التنازل عنها للغيرْ
بلا سند من قانون أو دستورْ
لانهم على موعدٍ مع الفوضى
في قمة الالتزاماتْ
فلا تحزن يا عراقي يا حبيبْ
فمنك الابْ ومنك الابنْ ومنك الاخْ ومنك الزوجْ
كل همي أن تستيقظ مبكرا
لأنك أصيل وستبقى أصيل
فلا تحزن ياعراقي فليس فيك ما يعيبْ
فمسرحية الديمقراطية إكذوبة كبيرة
لم تنطلي عليك
فلا تصدقها ثم تصابْ
بخيبة أمل من جديدْ
فهناك من الاسباب التى تجعل منها
ديمقراطية غارقة في الظلامْ
تنسج في الظلمى خيوطا للنورْ
ولكن من بعيدٍ بعيدْ
فالعراقيون لا يستطيعون تجاوز خلافاتهم
الشخصية والايدلوجية الضيقهْ
ناهيك عن المصالح الشخصيهْ
وبعض الامراض النفسيهْ
من حب للنفس وعشقٍ للظهورْ
يرافقه حب للمال شديدْ
واحتكار المكانْ وتبادل الاتهامْ
حتى تحالفاتهم وإئتلافاتهم
باتت لاتتعدى ولاتتجاوز كونها
كلامْ
تحالفات اعلامْ ..
وبالتالى علينا الا نعقد امالا كثيرهْ وكبيره
على ديمقراطية هذه الايامْ
ولكن تخيل إنك تعيشها حتى لا يطول الانتظارْ
حتى وإن لم يصاحبها التطبيق العملي
فالتخيل بداية الابتكارْ
من دمائك قدمت وستقدم فاتورة الاصلاحْ
بعد كل هذا هل تعتقد بإنك صاحبْ قرارْ؟؟؟!!!
نعم نعم وسيقول عنك الجميع نعمْ
لإنك لا تريد للتاريخ نفسَه أن يعيدْ
تعليقات
إرسال تعليق