دنيا السرور... رشاد عبيد
.........................( دُنْيَـا الشُّرُورْ )
لَا تَحْسَبَنَّ لفَــرْطِ سَــعْيِكَ لِلـثـَّـرَا
أَنَّ المَكَانَــةَ قَـدْ تُبَــاعُ وَتُشْـتَرَى
فَاللَّــهُ يَغْرِسُ فِـي النُّفُوسِ مَنَـاقِبــًا
تُلْقِـي عَلَى بَعـضِ الأَنـَامِ تَبَصُّـرَا
وَيُطَهِّــرُ القَـلْــبَ المُنِيــبَ لِـرَبـِّــهِ
إِنْ قَـــامَ عَبـْــدٌ لِلصَّـلَاةِ وَكَبـَّــرَا
وَاللَّــهُ يُهْــدِي مَـنْ يَشَـاءُ مَحَبـَّـةً
وَيَسُوقُ مِسْكـًا قَــدْ تَضَـوَّعَ أَذْفَــرَا
أَعطَــى الْمَـهَـابـَـةَ لِلْكَرِيـــمِ تَفَضُّــلًا
لَمَّـــا أَطَــلَّ عَـلَـى الرُّبـُـوعِ وَنـَــوَّرَا
لَكِــنَّ دُنْيَـانـَــا تـُـبَــدِّلُ وَجْـهَـهَـــا
وَتَسِـيرُ بِالْحُــرِّ الأَبِــيِّ الـقَهْقَــرَى
فَتَرَى الجَوَادَ وَقَـدْ تَوَقَّفَ رِفْـدُهُ
وَخَطَـا الْمَشِيبُ بِعَارِضَيْـهِ وَأَثـَّرَا
وَانْفَضَّ عَنْـهُ النَّاسُ لَمَّــا ضُيِّقَتْ
أَحوَالُــهُ فَخَــلَا الْمَكَــانُ وَأقْفَــرَا
وَكَـأَنَّ ضَيْفــًا لَمْ يَـزُرْهُ وَطَارِقــًا
مَا ذَاقَ طَعْمـًا لِلْجِفَانِ وَلَا الْقِـرَى
وَبَــدَا الْوَضِيعُ بِــذَا الزَّمَـانِ مُنَعَّمــًا
وَسَـمَتْ بِــهِ بَعْـضُ الْمَرَاتِـبِ لِلـذُّرَا
جَمَـعَ الدَّرَاهِمَ بِالْحَـرَامِ مُجَاهِـرًا
مَا خَافَ رَبـَّا فِي السَّمَاءِ بِمَا اجْتَـرَا
وَمَضَى يُصَدِّقُ أَنَّـهُ مـِنْ عُصْبَـةٍ
دَانَتْ لَهُـمْ كُـلُّ الْخَلَائِقِ وَالْـوَرَى
أُنْبِيكَ يَا مَـنْ قَـدْ تَنَاسَى أَصْلَـهُ
وَبَـغَـى عَلَـى أَسْــيَادِهِ وَاسْـتَكْبَرَا
أَنَّ المَكَـــارِمَ لَا تَلِيـــقُ بِظَـالِـــمٍ
أَكَـلَ التُّرَاثَ بِمِـلءِ فِيـهِ وَأَدْبَــرَا
وَأَقُـولُ مَهْــلًا لِلَّـذِي يَرْضَى الخَنَــا
وَيُهَـادِنُ الْخِــبَّ الْأَثِيــمَ الْمُزْدَرَى
إرْبَأْ بِنَفْسِكَ أَنْ تُصَاحِبَ فَاجِـرًا
وَاحْفَظْ لِسَانَكَ مِـنْ حَدِيثٍ يُفْتَـرَى
وَإِذَا اؤْتُمِنْــتَ فَلِلْأَمَانَـةِ قَـدْرُهَـا
يُغْلِيـهِ مَـنْ حَفِـظَ الْمَوَاثِـقَ وَالعُــرَا
وَاعلَمْ بِـأَنَّ الْغَـدْرَ يُـزْرِي بِالفَتَى
وَيُشِينُ أَفْعَــالَ الرِّجَـالِ إِذَا اعْتَـرَى
فَـدَعِ النِّفَـاقَ وَلَا تَكُنْ فِي رِيبَـةٍ
مِـنْ كَشْـفِ ضُـرٍّ قَـدْ أَنَـاخَ وَأَفْقَــرَا
وَاضْرَعْ لِرَبـِّـكَ بِالدُّعَــاءِ مُسَلِّمـًا
بِيَـدِ الرَّحِيمِ قِيَادَ أَمْرِكَ فِي السُّـرَى
مَا خَـابَ مَنْ جَعَلَ الرَّجَـاءَ حَلِيفَـهُ
رُغْــمَ النَّوَائِبِ وَالْكُلُومِ مُصَبِّـرَا
.. رشاد عبيد
سورية ـ دير الزور
تعليقات
إرسال تعليق