اطلالة من نافذة الغرق... عبد العزيز بشارات

 ---------------(إطلالة من نافذة الغرق)---------------

يا من سلكتَ لحُبّها أدراجا..........وقطعتَ درباً مُوحِشاً وفِجاجا

كيفَ السبيلُ لحبِّها وهي التي.........بَنتِ القلاعَ وشيَّدَت أبراجا

وعلوتَ ذاك السورَ تَنظرُ وَجهَها ......أعَلِمتَ أنّ جمالَها وهّاجا؟

وعلى مشارفِ سورِها حُراسُها..........قالوا تراجعْ لا تُثِر إزعاجا 

إنا جنودُ المَوت ما من مَدخَلٍ............نأتيكَ مِن عليائِنا أفواجا

قلتُ اقتلوني فالحياةُ مَذلّةٌ....ما عُدت أقبلُ أن أعيش خِداجا

الموت أهونُ من بِعادكِ مُنيتي.ورأيتُ في سِجن الهوى إفراجا

لمّا ببحركِ قد فقدتُ سفينتي .....والماءُ صارَ مع النّوى ثجّاجا

ألقيتُ نفسي في متاهاتِ المُنى.....وجَعلتُ مِن ظُلُماتِها مِنهاجا

وِردي مِنَ الأمالِ شطرُ تعفّفي.. ..والشّطرُ صاغَ نجومَها أبراجا

فإلامَ أشكو والمَلامُ مُعانِدي ..... سَدّ الدروبَ و أحكَمَ المزلاجا

يا نورَ قلبي كيفَ أخرجتِ الهوى.....بعدَ الحنانِ ونَبعِه إخراجا

وقلبتِ لي ظهرَ المِجنِّ عُقوبةً.....ونصَبتِ دونَ العابرينَ سياجا

ماذا جنى مَن تاهَ في فَلواتِهِ..........غير العذابِ فقابَلَ الإهواجا

عجبي على غُصنٍ تمايلَ مُزهِراً ...مَنعَ النّضارة مذ أبى إفلاجا

والنهرُ من بعدِ السلاسةِ ماؤُه .رفضَ السّكونَ وأطلقَ الأمواجا

عودي لطبعِكِ فالتكَلُّفُ مُوهنُ .........للطيّبين يزيدٌهم إحراجا

وتبسّمي للفجر عند بزوغِهِ........... يبقى التّبَسُّمُ للجمالِ سراجا

ويضيءُ ليلُ الكونِ رُغم شُحوبِه ..وينالُ بينَ العاشقينَ رواجا

قُصّي جناحَ الليلِ مِن أوصالِهِ.....واستلهِمي نورَ الصَّباح علاجا

============================

عب العزيز بشارات/أبو بكر /فلسطين 

10/10/ 2022.... 

تعليقات

  1. جميله تلك الصور التي بها عدة ايحاءات للمداخل والمخارج وتحتوي نهجا وامتاعا

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي