كثر الحديث...عماد الاسدي

 كَثُرَ الحديث.


كَثُر الحديثُ عَن الَّتي قلناها

ما حرفها ما حبرها معناها


رَسَمَت شواهدُ ذكرها ألوانا

في نظْمِها قَد غاضَهم مَغزاها


ومَسامِعٌ قرعَت لهم آذانهم

فكأنَّها قد أَنَزَلَت طغواها


عَزَفَت لهم بجمالها إنشودةً

فَتَراقَصت ألحانها إِكراها


وَتمايَلَت فقال فيها قائلٌ

لِجمالها تلكَ التي أهواها


فَكأنَّها ريحٌ تداعبُ خلسةً

وسطَ الركامِ لِعاشقٍ أضناها


أو إنَّها غيداءُ تشفي ضامياً

وَبِكَأسها مرسومةً شفتاها


أو مثلها كمليحةٍ في حسنها

 قد نَافست للبدرِ في ليلاها


وَلها سعيتُ وقد جمعتُ جمالها

فَتَفرَّدت كَالنجمِ في أعلاها


وَنَظمتُ مِن تلكَ الفرائد كاتباً

فتلألأت كَالدرِّ في رسماها


فَوجدتها تَنسَابُ منَّا لؤلؤاً

من دملجٍ بقوافيٍ عضداها


وَكَذا إليها قد تَسارعَ قارىءٌ

ذاكَ الَّذي قد طابهُ سلواها


وَلَقَد كتبتُ وما أراني عاجزاً

فَلِمَا أليَّ مُسَارعاً أشقاها


رامَ العنادَ ولا لشيءٍ غيرهِ

فَكأَنَّ فيهِ النفسَ ما أعماها


وصعوبةٌ ضَرَبت منابعَ فكرهِ

فاستنزلَّ النيرانَ في أرجاها


رَكِبَ الخِلافَ على العنادِ مراغماً

طبع الحسودِ مخالفاً أفتاها


وقصائدي فيها تواترَ نظمنا

في عترةٍ قد طابنا آلاها


فهمُ الحبالُ وعصمةُ خالقٍ

وهمُ السفينُ لراكبٍ إذ جاها


وهمُ الوجودُ وعلَّةُ نشأةٍ

ووليجةٌ للهِ قد سوّاها


فَجعلتُ في حرف الرويّ محاسناً

في وصفهِم فاخترتهُ أزكاها


فَالبيتُ في حشوِ العَرُوضِ وضربها 

من حلةٍ هَوَ يرتدي أحلاها


والشطرُ مصراعٌ لهم متناغمٌ

منهوكهُ الآهات قد أجلاها


وختمتُ فيهم بالصلاةِ وعطرها

فَلما لهُ قد ضاقهُ ذكراها


#عماد_الاسدي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي