ضمد جراحك...بشير عبد الماجد بشير
ضَـمِّـد جِـراحَـكَ
***
قالت عَـليمَةُ أَمـري وهيَ لائِـمَةٌ
ما لي أَراكَ حزيناً كابِـيَ الـبَصَرِ
ما زلتَ تَطْمَعُ في لَيلَى وقد هَدَمَتْ
كلَّ الـجسورِ وما أَبقَتْ ولـم تَـذَرِ
وقَطَّعتْ من حـبالِ الـوَصْلِ أَمْتَنَها
ومـا سِــواهُ بِلا رِفـقٍ ولا حَـذَرِ
وأَرسَلَتْ من بـعيدٍ أَنَّـها بَـرِئَتْ
من الـغَرامِ فما بالـقلبِ من أَثَـرِ
وتَـدَّعـي أَنتَ أَنَّ الـحُبَّ مُـنتَصِرٌ
مَـهما تَـصَرَّفت الأقْـدارُ بالـبَشَـرِ
وأَنَّ تلكَ الَّتي قَـصَّتْ أَنـامِـلُها
جَـناحَ حُبِّكَ ما زالت مُـنَى العُـمُرِ
وأَنتَ تَـجزِمُ أَنَّ الشَّمْلَ مُـجْتَمِعٌ
بـعدَ الـشَّتاتِ ولا تَهتَـمُّ بالـنُّـذُرِ
هَيهـاتَ تلكَ أَبـاطيـلٌ تُـرَدِّدُهـا
ما نِلتَ منها سوى الإِمعانِ في الكَدَرِ
ضَمِّدْ جِراحَكَ واسْتسلِمْ فإِنَّ هَوَىً
ما فيهِ من أَمَلٍ من أعظَـمِ الـخَطِـرِ
فقلتَ مَـهلاً فما في اللَّومِ فائِـدَةٌ
تُـرْجَى لَـدَيَّ وما قلبي بِـمُنْزَجـِرِ
ولستُ مُـنْصَرِفاً عن حُـبِّها أَبَــداً
وما أُبـالي بِـحِرْمانـي ولا ظَـفَري
وقد رَضِـيتُ بكُلِّ الظُّلمِ مُـقـتَـنِعـاً
بما يُـسَطِّرهُ في صفْـحتي قَــدَري .
***
بشير عبد الماجد بشير
السودان
من ( ديوانها)
تعليقات
إرسال تعليق