يا حبيبا...عبد الكريم احمد الزيدي

 يا فؤادي رحم الله الهوى

كان صرحا من خيال فهوى


بهذه الكلمات أبتدأ الشاعر الدكتور ابراهيم ناجي قصيدته التي صارت بعد أن أضاف لها من وجد عبقريته الموسيقار رياض السنباطي ما أضاف لتغدو من اجمل واصدق القصائد المغناة التي تفجرت ثورة في عالم الموسيقى والغناء بحنجرة سيدة الغناء العربي بلا منازع ام كلثوم ، فكانت هرما تطاول في علاه ليضيف الى اهرامات الجيزة صرحا فنيا عجزت بعده كل موسيقى العرب أن تأتي بمثله ..


ليس هذا رأينا الفني بل هو ما قال عنه رجالات الموسيقى والغناء ومنهم الموسيقار فريد الاطرش الذي قال عنها( ليت السيدة والمقصود بها ام كلثوم قد ختمت الغناء بهذه الأغنية التي اجتمعت فيها كل مقومات الابداع من كلام ولحن وغناء )ولو جاز لنا أن نسمي لها وصفا لقلنا هي واحدة من معلقات الغناء التي تستحق بحق أن تعلق مع مكنونات ونفائس الفن...


لقد شدتني هذه التحفة الفنية المتكاملة  منذ أن تعلمت سماع الموسيقى والشعر ، ولربما كذلك مع كل متذوقي الفن حتى تصورت في مخيلتي جو كتابتها وما خطر ببال كاتبها الذي جمع مع وصف وقعتها صورة نقية صافية للحب واضاف لها من مخيلته هواجس العشق والوله والهيام.


نعم لقد أخرجها لنا ابداع الوتر كأجمل بانوراما في الوصف والقصة والحدث حتى تطاولت حنجرة مؤديتها بصوتها الحالم المتكامل لتعيشها وكأننا جزءا منها..


احببت اليوم أن اعرج على هذا الموضوع واترك للنفس وخيالها أن تتذوق من هذا الشهد الذي صار في أيامنا هذه ضربا من الأحلام التي اختطفها الزمن وهلة من عصر أصبح طيفا تعجز الايام أن تأتي بمثله وان شاءت ، وان اعصر من مخيلتي ما احاول ان اكتب من وحيها ما استطعت وانا اقول:


ياحبيبا ان تقل ضاع الهوى

ما حفظنا عهده حتى بقى


تحية تقدير وامتنان لكاتبها وواضع لحنها ومؤديها ما طلعت شمس أو لاح سنا...وأتمنى ان تنال أبياتي المتواضعة التي كتبتها من وحي هذه القصيدة الرائعة الاعجاب والتقدير..


من وحي الاطلال

........................


 ياحَبِيباً إنْ تَقُلْ ضاعَ ألهَوى

 ما حَفِظنا عَهدَهُ حَتى بَقى


 لَمْ تَمُدْ قُرباً يَداكَ لِتَفتَدِي

مَنْ لَقى مِنكَ تَجافٍ وَدَنا


مِنْ رَيّا ألوّدِ سَقانا كَأسَهُ

فَرَوانا شُربُ ثَملٍ وَرَوى


 وَرَسُولاً ظَلَّ يَدنُو بَينَنا

 وَنَدِيماً كُلَّما زَفَّ سَقى


 وَحَدِيثاً يَحبُو طِفلاً حَولَنا

 بِدَلالٍ إنْ دَعَوناهُ حَبـى


ماجَفى مِنا وَلا عَنّا عَدا

بِحَنانٍ جاءَ داعٍ وَجَـرى


ظَلَّ يَدعُونا ألَيهِ ما أكتَفـى

ٍيَرثِي فِينا كُلَ حِينٍ ما قَضى 


ياحَبِيباً أسرَعَتْ فيِنا ألخُطى

فَأضَعنا مِن أيّادِينا أللـُّقى


وَقِطاراً مِثلُهُ ألعُمرٍُ جـَرى

ما لَحِقنا فِيهِ سَبقاً فَمَضى


وَتَوارى لَيتَهُ أبطـى لَنا

فَقَطَعنا فِيهِ ما فاتَ ألخُطى


وَصَحونا فَأذا ألحُلمُ غَفا

بَينَ جَفنَينا وَما عُدنا نَرى


لا تَقُولِي قَولَ نَمّٰامٍ إذا

تاهَ دَرباً رُبَّما عَنا خَفى


وَرَبِيعاً جاءَ مِنْ غَيرِ هُدىً

مَرَّ فِينا أبدَلَ ألرَيَّ حَصى


ياحَبِيباً لَيسَ إثماً أو جَنىً

مَنْ دَعاهُ ألقَلبَ حُبّاً فَأبى


أو خَفى شَوقاً لِعَينٍ وَأدَّعى

أنَّهُ خـالٍ وَما ذاقَ ألهَـوى


رُبَّ يَلقاهُ أذا ألعُمرُ سَرى

وَتَوَلاه فَأغنى مِنهُ ما وَرى


فَأنتَظِر ياجُرفُ فَالمَدُ أتى

بَعدَ جَزرٍ لاهِثاً حَتمَ ألطَمى


وَألتَفِت ياقَلـبُ ما ضاعَ وَلا

ضاقَ صَبراً بَل هَدانا وأبتَلى

.......................................

عبد الكريم احمد الزيدي

العراق/ بَغداد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي