آهات مسافرة... علي حسن

 خاطرة آهات مسافرة    .. بقلمي علي حسن


مُسافِرَةً هي الآهات لِتغفو أنفاسُنا على

حقيقةٍ ما

لعلّها تكون عند سِكةِ الإنتظار في رِحلةٍ ما

من العودَةِ الى جدرانٍ كانت تحفظُ أجسادنا وقبل أن 

تكون على سِكَةٍ تحمِلُها إلى معالمِ الحياة العازِفَةِ عن

قِصةٍ تدرِكها وأدرَكتها لواحِظنا قبل كلّ شيء

إلى رِحلةٍ ما على أجنحةٍ من غُبارَ الأيام

وتحدَثت عنها ألسِنةَ الحضورِ في صورةٍ مُبهمةً

وقد تكون صورةً تناثرَت ألوانها

وحطمَ جدرانها ذاكَ الإعصار 

وذاكَ الذي جاء من مخاضٍ عسير يبحثُ عن شيءٍ من

حقيقةٍ لعلّها تُدرِكُ وجهَ الحياةِ بِشيء ما يُذكر

وقد بدأت على كتفِ الزمانِ الرِحلة

وبدأت تكتبها الأقلام في صدرٍ أوراقِنا قِصةً

وبدأنا نُرتِلُ من فصولَها الشائكةِ حكايتنا

فلعلّنا نُجيد أن نُكَوِنَ شيئاً من حقيقةٍ نتجاوز معها

عالمنا الأبكم

وذاكَ العالم العقيم الذي

لا يُجيدُ أن يُنجِبَ لِنفسهِ من الحياء بِشيء

فكيفَ لنا أن نكون وما زالَ ماضينا ذِكرى وتاريخنا

مرسوماً على أسنةِ السِّهام صورةً تقرأها الأجيال

فما زال تكويننا رحمَ الأرضِ الثائِرَةِ بِالغَضَبِ والمحبَة

ورؤسنا الجِبال الراسِخات راياتَ عِشقٍ نُقِشَت على

جبينَ الحرائر

وابتسامةً على شِفاهِ الحياة لِ نرتشِفَ نخبَ الحريةِ

مودعين آهةٍ أثقلَت أكتافُنا

لِتستكينَ فينا الدموع

ولعلّنا نجد من يُسكِنَ أنةَ أنفاسُنا التي 

غفَت على كومَةٍ من حِجارةٍ بَكتها السماء

وعزَفَت عن البُكاء قلوبَ البشرِ الصّماء

وتِلكَ التي أنهكتها الليالي الطِوال

من عالمٍ ثَمِلَت أنفاسه على ستائِرٍ مزّقتها الآهات 

وهي تحتَضِنُ حِجارَةً ثكلى تبحثُ عن بِضَعاً من شيء

لعلّ يكمن في صدرها شيئاً ما يُعيدُ لِلجَسدِ الحياة

مودِعةً هي الآهات دون رجعةٍ

لِنرتشِفُ منذ الّلحظةِ إبتسامةً آن لها أن تَسكُبَ على

تجاعيدِ الوجهِ وأجسادنا نا يُعطِرَ رفات الشهداء

وذاكَ اليوم الذي أدمى الوجه والقلب

لعلّ في تكوينها مسافِرَةً هي الأوجاع على

سِكةِ اللاعودةِ على كتفِ غُبار الأيام

لِنضيء الشموع على ستائرِ اللّيلِ الذي أضحى

مُغادِراً على صرخةٍ عنيدةٍ تبحثُ عن نفسها تحتَ الركام

وتنهيدَةً لوليداً يحملُ رايةَ الحريةِ يُنشِدُ لحنَ الإنتصار

فسلاماً على من ساجَلَ في ساحاتِ الوغىَ

وسلاماً على شَعبٍ تنهدَ من الصَمتِ الحياة

وسلاماً لمن يَرسُمُ لِربيعٍ قادمٍ وعلى كتِفيهِ جيلاً جديد

وشِبلاً بين يديهِ أغصانَ الزّيتون وشتائل الزعتر

وآخراً يَحملُ على خاصِرَتهِ رِسالة حياة

وآخراً يحمل حقيبةً بين جدرانها ذِكرى

وهويةً سطورها أنا عربي أحفظُ صورتي

وماضٍ صدره تاريخ بِالعِزَةِ يُذكَر

أنا اليوم أكبر  ..  ..


           .. علي حسن ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي