صياد السنين... وهيب عجمي
صياد السنين
……………..
مستنفرٌ ..وخَلعتُ صدري للرهانْ...
فلْتخرجِ الأنهارُ والأشجارُ
من صد ري لترتاحَ الرُّبى...
وعلى ذراعي يستفيقُ الأقحوانْ
وَلْيحلمِ الحسونُ بالحسونِ
فوقَ الدّالياتِ الناعساتْ
هذي السنونُ تمرُّ اسرابَ الزمانْ
والعمرُ صيادُ السنينْ...
غوىً تفنَّنَ في مطاردتي...
فتىً متمرساً،متمرداً متحفزاً
يبغي الوصولْ....
في الصَّرخةِ الأولى..
تكونُ الطَّلقةُ الأولى...
ويَنفرجُ الوجودُ على الذهولْ..
هذا الدَّليلُ وجدْتهُ...
أحْسَسْتُهُ ولَمسْتُهُ بيَدي..
رأيتُ بنانَهُ تتَلمَّسُ العمرَ
الَّذي يأتي ويمضي مسرعاً
يمضي ويأتي مرغماً
متأثراً بمدارَها كرةً دحاها الله
مابينَ اليدين المبدعةْ،، وأدارَها...
حُمِلَتْ على أكتافِنا
أُرجوحةً بينَ النُّجومْ
فحكايةَ الأجيالِ ما برِحتْ تجولْ
هتَفتْ لنا .فسَمِعْتُ صوتاً خلتُهُ ُصوتي أنا...
لكنَّها كانت تُعلِّمني الفصولْ
كانَتْ تعلِّمني.وكنتُ على مسامعِها
أُضمِّن قولَها وجعي.
فَتحفظُهُ وتَتلوهُ الحقولْ
وجعي الَّذي أدمنتُهُ زمناً يقصرُ او يطولْ
زمنٌ يسيرُ على زمانٍ منذُ آلافِ العصورْ
سَنةٌ على سنةٍ تموتْ
يطوي أسرَّتَها الرَّدى في جعبةِ الماضي الهزيلْ
سِرنا معاً حتّى تقاسمْنا المصيرْ
وتعالتِ الطَّلقاتُ مُنذُ البدءِ تعْقُبُها الحُفرْ....
هذا هو العمرُ الأسيرْ
هذا هو العمرُ المُعمَّدُ بالقَضاءِ ِوبالقدر
أتضنُّهُ يهوى النَّوى ويعودُ مغموراً بِفَرْحتِهِ
يعلِّقُها على حبلِ الصورْ....
كانتْ بدايتُهُ هنا..صارتْ نهايتُهُ هناكْ....
وهنا نظنُّ نفوسَنا ...وكأنَّنا بِتْنا هُنا
فإذا بِنا بِتْنا هناكْ...
وإذا البدايةُ لمْ تكنْ إلا نهايتَنا هُنا
وإذا النهايةُ لمْ تكنْ الا بدايتَنا هناكْ
إسمان في وجهٍ من العهدِ الجديدِ أوِ القديمْ...
مازالَ يعصرُ في الدِّنانِ كرومَهُ
ويَصبُّها كأساً بكأسْ
يمشي ونمشي خطوةٍ فنضيعُها...
حينا تمازحنا...وأحيانا تغافلنا
فَتخْطفُها السنونُ إلى الأمامِ الى الوراءْ
كفراشةٍ بيضاءَ يحرقُها الضياءْ
كغمامةٍ سوداءَ يُسقاها الخريفْ
أو دميةٍ شقراءَ حطَّمَها ليَبْكِيَها اليتيمْ...
هذا هو العمرُ المُعمَّدُ بالقضاءِ وبالقدرْ
أيامُنا هذي الرّحى داستْ بأقدامِ ِالثواني
كِبْرياءَ العُمرِ يا أمَلي الضَّريرْ
دارتْ وما زالتْ تدورْ
والعمرُ صيّادُ السنين.فتىً تفانى في مقارعتي العجولْ
هلّا يحققُ ذاتَه...؟؟عبثاً يحقِقُها ولَو قُرِعتْ لهُ
كُلُّ الطبولْ....
صَدِّقْ كلامي يا زمانْ...
وإنِ اسْتَطعْتَ بأيِّ برهانٍ..
فحاوِرْني. وحاولْ ترفُضِ الأيامَ
تُلغي ما أقولْ......
الشاعر الدكتور وهيب عجمي لبنان
تعليقات
إرسال تعليق