خريف العمر... محمد الامارة

 خريف ُ العمر ........


بحق ِ الحب ِ

و ليالي العذاب ِ

بحق ِ الماضي

الذي ْ ولى

وأمسى سرابا ..


بحق ِ الدمعة ِ

التي ْ سالت ْ

و بحق ِ الضحكة ِ

التي ْ كانت ْ

لا ترم ِ العِتاب َ

يشكو العِتابا  ..


فتصبح ُ آهاتنا سلوى

فلا نُطيق ُ

مع َ الضيم ِ صبرا ً

و لا نفقه ُ مع َ القول ِ

صوابا  ..


تكفيني ..!!

لحظة ُ الذكرى

صحابي والماضي أغلى

صِغارا ً

في الحي ّ نلعب ُ

نسابق ُ الريح َ

و لا نتعب ُ

نملأُ الدنيا صخبا ً

وإضطرابا  ..


كبرنا ..!!

نُعانق ُ الطَيش َ

مراراً وتكرارا

و نلهو في الحياة ِ

بريعان ِ الورد ِ

شبابا  ..


فما عُدنا

كما كنا

و ما زلنا

بصبابة ِ العشق ِ والهوى

لا نحسب ُ للدهر ِ

حسابا  ..


فعذرا ً ..!!

إن ْ سلى خاطري

و ضاق َ صدري

أو عيل َ صبري

ذرعا ً وإكتئابا  ..


ففي كل ِ مرة ٍ

تضج ُ مخيلتي

بذكريات ِ الأمس ِ

تطحن ُ كالرحى بداخلي

شقاءً و عذابا  ..


فما بال ُ

روحي لا تهدأُ أبداً

و ما بال ُ خافقي

يذكر ُ بكل ِ حين ٍ

أخلة ً و أحبابا  ..


بالأمس ِ

ودعت ُ الصبا

و اليوم َ قد ْ إمتلأَ

الرأس ُ شيبا ً

وخضابا  ..


يا أيها الآتي

من بعيد ٍ .. تمهل ْ

قد ْ عجلت َ القدوم َ

و  خريف َ العمر ِ

يشرخ ُ جدار َ الصمت ِ

و يفتح ُ للريح ِ

نافذة ً و بابا  ..


آت ٍ

إليك َ طوعا ً

شئت ُ أم ْ أبيت ُ

تطاردني الآمال ُ

و يلاحقني الخيال ُ

و تقلبني الآجال ُ

أيما إنقلابا  ..


أيها الحِمام ُ ترفق ْ ..!!

قلبي متعب ٌ

و نشيج ُ الجرح ِ

ما زال َ يشخب ُ

بوقع ِ الأسى

صبرا ً و إحتسابا ..


زاحف ٌ إليك َ

بملء ِ إرادتي

أو رغم َ أنفي

فوا  عجبا ً

كيف َ أدنو إليه ِ

إقترابا  ..


آت ٍ إليك َ جسرا ً ..!!

و قد ْ شاءت ِ الأقدار ُ

أن ْ تسقيني

من ْ ضريع ِ المنية ِ

كأسا ً شرابا  ..


عاجلا ً  أو  آجلا ً ..!!

ستخمد ُ الأنفاس ُ

و يرحل ُ الإحساس ُ

فتقرع ُ الأجراس ُ

لحتفي حزنا ً

وإنتحابا  ..


ياليت َ

أماني الصبا

تحلق ُ بذاكرتي شوقا ً

كالشهد ِ تقطر ُ

فوق َ الشفاه ِ

عسلا ً لعابا  ..


لهذا تركت ُ

على سفح ِ

الأبجديات ِ أوجاعي

و أنين َ صدري و إنطباعي

تجرفها السيول ُ

نحو َ الأعماق ِ

هياجا ً عُبابا  ..


جُعلت ُ فداها وقد ْ ..!!

خلعت ُ عليها أوسمتي

وألقيت ُ فيها حجتي

و تركت ُ لها ما بذمتي

عناوين َ ألقابا  ..


و بغير ِ أشرعة ٍ

أبحرت ْ سفينتي

تحمل ُ الأشجان َ

و ترانيم َ الأحزان ِ

قوافل َ رُكابا  ..


هاكم ْ

كل َ أسفاري خذوها

وأعتنوا بها وأقرأوها

وأفهموا معناها

ثم َ أرتقوا

فوق َ الشواهق ِ

سحابا  ..


فأنا المتيم ُ

بوصِلكم ْ أحبتي

و مشتاق ٌ لضمكم ْ

على مر ِ الزمان ِ

سنين َ أحقابا  .


الشاعر  /  محمد الأمارة

بتأريخ  /  14 / 9 / 2024

من العراق

البصرة .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي