عجبا لهذا الحسن... سعيد تايه

 عجبــا لهــذا الحسـن

شـعـر : سـعـيـد تــايـــه ( البحـر الكامـل )  عمان في 26/4/2023

سَفَـرَ الصَّبَـاحُ فَــزَالَ عَـنْـه الغَيْهَـب  وَبَـــدَا الرَّبيــعُ بِحُلَّــةٍ تَتَخَضَّــبُ

بالمسك والرَّيْحـان يُزْكِـمُ عِـطْــــرُه  كُلّ الأنُـوف بِمَا يَـروق وَيُعْجِــبُ

واخْضَـرّ وَجْــهُ الأرضِ لَمَّـا بَــــدَا   ديبَـاجُـــهُ خَضِـلاً نَـدِيَّـــا يُعْشِـبُ

وَلَقَـدْ لَمَـحْـتُ وَبِالجِوار خَـريـــــدَةً  وَرْدِيّــَـةَ الوَجَنَـاتِ دَوْمــاً تُلْهِـبُ

حَسْنَــاءُ تَـرْفُــل بالجَمـال يَـزينُهَــا  عَــذْراءُ تُبْرِقُ أيْنَ مِنْهَا الكَوْكِبُ

بَـرَزَت مَلامِحُــها غـــزالاً أغْـيَـــدا وَبِهَا المَحَاسِنُ تَسْتَفيضُ وَتَغْلِبُ

بَيْضَـاءُ نَـاصِـعَـةُ البَيَاضِ كَـأنَّهَــا  قَـمَـرٌ مُضـيءٌ بالسَّنَاءِ يُكَهْــرِبُ

كَسِبَ الحَريرُ نُعُـومَةً مِنْ جِسْمِهَا  مَا غَيْرُهَا مِنْهَـا النُّعُـومَةُ تُكْسَبُ

فيهَــا المَلاحَــةُ شِيمَـةٌ عَـرَبِيَّـــةٌ  مَـا مْثْلُهَــا أَبَـــدَاُ مَثيــلٌ يُعْجِـــبُ

كالبَـدْرِ يُبْهِـرُ حُسْنُهَــا مُتَمَثِّــــلاً بالشَّمْـسِ إلاَّ انَّـهَـــا لا تَـغْـــربُ

دُونَ الغَـوانِـي إنَّهَـا خُلِقَتْ لَهَـــا   والحُسْنُ لا يُشْرَى ولا يُسْتَجْلَبُ

رَقَّـتْ حَواشيهَـا وَطَابْــتْ مَنْبَتَـاً  عِشْقِـي لَهَـا مُتَجَـذِّرٌ لا يَذْهَــبُ

نَشَـرَتْ ذَوَائِبَهـا عَـلَى وَجَنَاتِهَـا   لِلِقَـائِهَــا إنَّــي أحِــنُّ وِأرْغَـــبُ

أنْصَفْـتُ فـي حُـبِّـي لَهَا مُتَبَتِّــلاً  في مَعْبَدِ الحُبِّ العفيفِ وَأسْكُبُ

فَجَمَالُهَـا الفَذُّ الرَّهيبُ يَشُوقَنِي  أحْلَى الأَمَانِي أنْ أفُوزَ وَأَشْرَب

مِنْ ثَغْرِهَا البَسَّامِ أنْهَـلُ صَادِيَـاً   أُطْفِـي ظِمَائِـي مِنْـــهُ لا أتَهَيَّبُ

واسْتَنْفَـرَتْ لَمَّـا رَأتْنِـي وَاقِفَـــا تَـرْنُـو إلَـيَّ بِرَغْـبَــةٍ تَـتَلَـهَّـــبُ

تُغْـرِي بِحُسْنِ حَديِثِهَـا وَكلامِها  وَإذَا رَنَتْ مِنْهَا السِّهَامُ تُصَوَّبُ

حُسْـــنٌ وَآدَابٌ وَعَـقْـــلٌ نَـيِّــــرٌ  فيهَـا المَآثِــر لا تُعَــدُّ وَتُحْسَـبُ

هَذَا قَصِيدِي قَدْ نَسَجْتُ حُرُووفَهُ   نَسْجَ القـلائِـدِ بَـلْ هُـوَ أعْجَــبُ

في مَدْحِ فَاتِنَتي الَّتِي أنَـا عِشْقُهَا   فَعَسَى تَجُـودُ بِمَـا يَلِيـقُ وَيُوهَبُ

اخْـتَـرْتُهَـا حُبَّـاً بِهَــا لِخَــلاقِهَـــا  حُبِّــي لَهَــا مُتَجَـــذِّرٌ لا يَـكْـــذِبُ

هِـيَ كُـلُّ مَا أرْجُــوهُ لَسْتُ مُغاليَاً   فَهْـيَ الحًبيـبَـةُ أشْتَـهي أتَعَــذَّبُ

إنِّـي أَرَاهَـا في المَنَـــامْ وَيَقظَتِي   مَـاءً يُرَقْرِقُــهُ الشّبَـابُ وَيَسْكُـبُ

فَكَأنَّهَـا والحُسـنُ مُقْتِــرْنٌ بِهَـــا  مٍثْلُ اليَمَامَةِ صَـدْحُهَـا لا يَنْضَبُ

عَجَبَا لهَذا الحُـسْنِ كَمْ هُـوَ بَاذِخٌ   يَسبِي القلُوبَ فَأيْنَ مِنْهُ المَهْرَبُ

مَلَـكَتْ فُؤَادي مِنْ جَمَالِ عُيُونِهَا   تَأْتِي لِقَلْبِي الجَـــدِيـبِ فَيُخْصِـبُ

يَـهْـتَـزُّ قَلْبي حيـنَ يُبْصِرُوَجْهَهَـا  يَشْـدُو يُعَنّيهَـا الحَمَـامُ المُطْـرِبُ

كَلِفَـتُ بِحبِّي تَسْتَهيـمُ كَـمـا أنَــــا   لَـمَّـا عَـلِقْـتُ بِـهَـــا وَلا أتَغيَّــبُ

قَـدْ كانَ لِي سَبْقٌ بِـحُبِّ فُتُونِهَــا   فَـأتَـتْ إلَـي مَشُوقَــــةً تَتَصَبَّـبُ

قابَلْتُها حُبَّــاً وَتـَرْحَابــــاً بِهَــــا  فَأتَـى يُغَنِّـينَـا الحَمـامُ المُطْـرِبُ

طَـابَـتْ لَيَـالينَـا نُحِــبُّ وَنَرْتَــدِي  ثَوْبَ الصَّبَابَـةِ نَشْتَهِيهِ وَيَعْـذُبُ

شـعـر : سـعـيـد تـايـــه

غمان ــــ الأردن

26/4/2023