حل ياحبيبي... عصام حمي
لا تَرْحَل يا حَبيْبي (1)
تأليف وإعداد :
عِصام حَمي
الحلقة : الأولى
كانَ كَعادتِهِ الكاتب المَشهور ..جلال يُونُس يَجْلُسُ كُلَّ يومٍ بَعدَ الظُّهرِ إلى طاولةٍ فَوقَها شَمسيةٌ ..
وهو يستمع إلى مذياع قَديمٌ لا زالَ يَحتفظ ُبهِ تنبعِثُ منْهُ موسيقا من إحدى إذاعات ال FM..
المُختَصَّةِ بال oldies songs..( الأغاني الرومانسية القديمة )
وبين يديه كومبيوتر محمول ..
وَهُوَ يَنظرُ إلى البَحرِ أمامَهُ ..
في مَنطِقة جُبَيْل ( مَنطِقَةٌ جَميلةٌ مَشهورةٌ بقَلعتِها الرائعة المُطلَّةِ على البَحر بين بيروت وطرابلس)
فَتَنعَكِسُ أشِعَّةُ الشّمسِ على البَحرِ ..
على شَكلِ لآلئ ..جَميلةٍ ..
والهواءُ العَليلُ ..
يُداعِبُ وَجهَهُ وَشَعرهُ ..
وَهُوَ يَنتظِرُ أنْ يأتيهِ الإلهامُ لِكِتابةِ رِوايةٍ جَديدة ٍ..مِن رِواياتِه ..
التي يَكتُبها ..
غالباً عَن الحُبِّ والرُّومانسيَّة ..
ومُعظَمُ مُعجبيهِ وقُرّائِه من السَّيداتِ الحالِمات اللَّائي ..
يَعشِنَ الحُبَّ ..
أو يَنْتَظِرنَهُ ..
إلّا أنَّ هَذِه المَرَّة تأخَّر َالإلهامُ ..
وَجُمهورهُ يَترَقَّبُ جَديدهُ...
وَهُوَ يَكتُب في مَجَلَّةٍ إجتماعية ..
لها نفس التَّوجُّهِ ..العاطفيٍّ ..أيضاً ...
فكانَ يُحيطُ نَفسَهُ بِهذِهِ الأجواءِ علَّ وَعَسى أنْ..
تَجودَ قَريحتهُ ..
التي لمْ تَبخَلْ عليهِ أبداً ..
وَيبدأ قلمَهُ بِالكَتابَةِ ...
فَكُلُّ ما يُحيطُ بِهِ يُساعدُ على الكِتابةِ ..
إلّا أنَّ القَلَمَ ..
واقفٌ جامدٌ ...
يأبى الكتابةَ ..
وكأنَّهُ في حالةِ إضرابٍ عن الكِتابة هذهِ المرَّة ..
وَضعَ القَلمَ والدَّفترَ على الطّاولةِ ..
وَأغمضَ عينيهِ قَليلاً ً..واستَرْخى ..
ومَرَّتْ مِن أمامِ مُخَيِّلَتِهِ ..
عناوينَ الكُتبِ والرِّواياتِ التِّي ألَّفَها .
.على شَكلِ فَهرَسٍ إفتِراضي ..
يَجوبُ خاطِره ...
وَفَجأةً سَمِعَ صَوتاًجَميلاً يُناديه :
أستاذ ْ..أستاذ ْ
فَتحَ عينيهِ وهُوَ يَبحَثُ عَن صاحِبَةِ هذا الصَّوتِ الرَّخيم ذي البِحَّةِ المُمَيَّزةِ . ..فإذا ...
بإمرأةٍ جَميلةٍ تلبس ثوباً رقيقاً ..
تربِطُ شَعرَها الطَّويل الذي يَصِل إلى مـُنتَصَفِ ظَهرِها ..ووجهٌ مُستَديرٌ ورديٌّ .. وعَينَينن نَفّاذتينِ ..
كَبيرتَين ..
سوداوَتين تَقضي على الناظِرِ إليهِما بالضَّربَة القاضيةِ من الجَولةِ الأولى ..
وَشَفتينِ مُغريتَين ..وَجِسمٌ مُتناسِق ...
ابتسمَ لها قائلاً :
نعم ..حياتي [ كلمة يَستعمِلها أهلُ لبنان ..عادةً ]
بادَلتْهُ الإبتسامةَ ..
عِندَ سماعِها كلمة :
حياتي .. فانفتَحَ أمامَهُ بابٌ إلى الرَّبيع ..بزُهورِهِ ..وأطيارِه
مُمكن قداحة؟؟ (قالتها بلطف متناهٍ) ...
كانَت في يدِها لفافَةُ تبغٍ...
بينَ إصبَعين رَفيعين ..
يَنتهيان بطِلاءٍ أحمرَ اللَّونِ للأظافر ..
يُضفيانِ رونقاً إلى أصابعها ..
ابتسمَ لَها قائلاً :
أعتَذِرُ مِنكِ أنا لا أدَخِّن !!!
عَقَدتْ حاجبيها ..
فَتقاطعا على شَكلِ سَيفينِ في حالةِ نِزال ..وهي تقول :
والله !!! نيّالك ..أحسَنْ شي بتعملو
ثُمَّ قالت :
مَعك ْحقْ السيجارة مُش منيحة ..
ثُمَّ أضافَت : مُمْكِن أقعد شُوي ؟؟
هَزَّ برأسه مُرحِّباً : اتفضَّلي
وجَلسَت بجانِبه ..ورائِحةُ عِطرِها يَفوحُ..
فَيُضفي جَمالاً إلى جَمالها ..
فَجَمعت روعَةَ البحرِ والهواء العليلِ ..
إلى جَمالِها ..وعِطرها ..
على شَكلِ توليفةٍ نادِرةِ الوجود ..
وَدعا لها بكوبٍ من العَصير ...
وعَشراتُ الصَّفحاتِ بدأَت تَدورُ في خَلَدِه إستعداداً للرِّوايةِ الجديدة .
يتبع
تعليقات
إرسال تعليق