اجمل اللوحات... انور مغنية
أجمل اللوحات
بقلمي أنور مغنية
يا من أنتِ للحسنِ موطنهُ
يا من أعطيتِ الجمالَ للشفقِ
وما ازدهى صبحٌ إلاَّ بك
ولا سواكِ رونقاً للغسقِ
وكيفَ تزهوا تلكَ الأنجمُ
إذا ما كانت عِقداً على العُنُقِ ؟
والأذنُ كيفَ يطيبُ بها سَمْعٌ
إلاَّ إذا كان من اللؤلؤِ الحَلَقِ ؟
لعينيكِ مِنِّي أجملَ شِعري
يا نجمةً كالعصفور في الأُفُقِ
قد رأيتُ الحبَّ فيكِ مُكتملاً
لم تشبهُ شائبةٌ مِنَ الأرقِ
إذا رأيتُ وجهَكِ في فجرٍ
أدركتُ أني تائهٌ في الطُرُقِ
تفَرَّستُ فيكِ المُنى منتشياً
خائفاً على قلبي مِنَ العقَقِ
ولمحتُ ناراً تُنيرُ المُحَيَّا
ولمحتُ شمساً نامَت في المشرقِ
حبيباً لي تُرسله الأيامُ
فلا تكوِهِ بنارٍ منكِ وحُرَقِ
كالروضِ إذا بَدَت فضائلها
وبفضل الروض أنا من العتَقِ
بحثتُ فيها عن مفاتيح الرِّضا
لأفتحَ جفنَها على بابِ القلَقِ
رمشٌ كأنَّ الغدرَ يسكنُهُ
مَن أصابت نام ولم يستفقِ
تُصافحُ صبحي بشهدِ ريقها
يضجُّ صدري بأنفاسِ الحَبَقِ
كم من الناس تاه بأوصافها
وكم من الزهرِ فاضَ بالعَبَقِ ؟
حتى كأسي وإن فاضت برضابها
أبدت صفاءً كالدمع في الحدَقِ
وصوتٌ يلمسُ مني مسامعي
كصدحِ شادنٍ أتى من قلقي
على جسدٍ جريحٍ سأل عطرُها
أين ذاك الجرحُ من ذا العَبَقِ
قصائدٌ مطرٌ لي على متنها
كأن البحرَ فيضٌ من ورَقِ
تفرحُ إذ أنت لها مُستَلبٌ
كما الكرمُ مسلوبٌ من العَرَقِ
فرسٌ أمامي سُحِبَت بألجُمِها
فاخر القَزِّ سرجها وإستبرقِ
كأن اللؤلؤ يرجوا مفاتنها
كأنما ليلٌ وسرجٌ من الشَبَقِ
رشيقة النَهضِ إذا ما وقَفَت
لستَ ترى غير الحُسنِ والألَقِ
لطيفةٌ كأرياشِ نعامةٍ
وعنق بدا علينا كالرونقِ
أنيقةٌ من أزلٍ ولم تَزَل
كاملةٌ في الخَلْقِ والخُلُقِ
لها وجهٌ عطوفٌ كلَّهُ سِحرٌ
كملاكٍ حطَّ بالصبحِ والفَلَقِ
توافقٌ في نورِها وظلِّها
فكانت أجملَ اللوحاتِ للحَدَقِ
أنور مغنية 26 02 2022
تعليقات
إرسال تعليق