انكسار قلب... ربيع دهام

 ( انكسارُ قلب / ربيع دهام)


ما بك تَغيرَ عليَّ 

بعباراتكَ القاتلاتِ

وتقذفُ عينيَّ

بحَنَقِ النّظراتِ؟

ما بك تقصفني هكذا 

بلسانكَ البربريِّ

وتخرق جدار الصوتِ

بجُمَلِكَ القاسياتِ

ألا تدري بعدُ

كم عنيفٌ 

يا مفترسٌ حرفُكَ

وكم جارحةٌ منكَ

 سنانُ الكلماتِ؟

ليتك تسمعَها 

ليتك تفهمَها

ليتك تقرأها 

ليتك تمنعَها 

مِن هَجْرِ ثغرِكَ

ليتك لم تقذفها

على شاطئ حيرتي

كلسْعِ الجمراتِ 

ليتك تفهم

ليتك تعي 

ليتك تتعظ 

وتذكر:

"ذاك الذي جرحْتَهُ

ذاك الذي أبكيتَهُ

كم شاركني الصداقة 

والعِشرةَ

وملحَ الأيامِ

وأجمل... 

أجملَ ما في الحياةِ "

ليتك تدركَ كم أنتَ

وحيدي في الدنيا

وكم رقصتُ لمّا رأتْكَ 

نبضاتي

أيهون عليك كسرَ حنيني

أتهون عليك احتضاراتي؟

ولا يهتزُّ جفنَكَ

لِدمعِ بكائي 

ولا توقظ سُباتَكَ

انكساراتي؟

سيلُ الحروفِ سيفٌ

متى أُطلِقَ

جرَفَ المودّة

وأغرق سفنَ الفرحِ

وصواريَ الصداقاتِ

حرفٌ 

لو عاد إلى غمده

خلّف مِن بعدِهِ

لا ندبةً واحدةً 

بل ندباتِ

ويحُ الأيام التي جمعتنا

وأحاديث اليدينِ والعينينِ 

والذكرياتِ

ويحُ الأحلام التي رسمناها

على لوحةِ الأعمارِ

ثم أفسدنا اللوحةَ

بالخربشاتِ

لك قلبي...لك عمري

لك بحري ورملي وشطآني 

والصخرة التي 

وطأتها أقدامُ مرساتي

كل ضفافِ الدنيا

 تنادي عليك

وضفتكَ وحدكَ 

وجهةُ مركبي  وشراعاتي

كفى بحرفكَ الناري

 تؤلمني

كفاك تذبحني

كفاك تجرحني

وتقتلني 

وتحنّط حسرتي بالإعتذاراتِ

أيهون عليك كسرَ حنيني

أتهون عليك احتضاراتي؟

ليتك تدركَ كم أنتَ

وحيدي في الدنيا

ليتك تعرف 

كم صلّتْ ليلاً

على وجنتيكَ قبلاتي ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي