اللقاء... عبد الكريم الصوفي
( اللٌِقاء )
صادَفتَها قُربَ البُحَيرَةِ ... وهيَ تَخطُرُ
زنابق تُحِطنَها يا لَهُ لَونُها نَضِرُ
كَذلِكَ الأجَمات ... إذ تَرعَشُ أوراقُها من فَرحَة ... بالغِبطَةِ تُغمَرُ
ويَنتَشي رَوضُها ... مِن خَطوِها يُزهِرُ
قُلتُ في خاطِري ... هَل أُلقي عَليها السَلام ... وهَل تُراها تَشعُرُ؟
أم أنٌَها من كِبرِها ... قَد تَنفُرُ ...؟
أو عَلٌَها تَستَنكِرُ
يا وَيحَها ... حينَما يَلهو بِها الكِبَرُ
لكِنٌَني أكبَرُ من الغُرور ... ولِلغُرورِ أقهَرُ
فَأنا لِيعرب نَسَبي ... فَكَيفَ لا أُفاخِرُ ؟
نادَيتَها ... يا مَساءَ الجَمال ... حينَما يَرتَدي ثَوبَهُ البَشَرُ
قالَت ... أهلاً بِها البَلاغَةَ ... حينَما لِلمَعاني تَنثُرُ
أجَبتها ... عَجَباً ... وما الذي يُدريكِ أنٌِي كاتِبُُ أو أنٌَني شاعِرُ ؟
قالَت وَهَل يُجهَلُ يا شاعِري القَمَرُ ؟
ورَسمُكَ في صَفحَتي ... والقَصيدُ يُنشَرُ
سَألتَها ... لَعَلٌَكِ صَديقَتي في صَفحَتي تُتابِعي ما أنشُرُ ؟
أو أنٌَكِ لِلخَيالِ مُلهِمُُ ومَوئِلُ ؟
أو رُبٌَما ... أنتي من يلهم ليَ القصيد ... فأنظم أو أنثر ؟
تَبَسٌَمَت تَهمُسُ ... من لَحظَةٍ أنتَ في خاطِري
يا شاعِري ... في كل حين على خَيالي تَخطُرُ
أجَبتها ... لكِنٌَنا لم نَلتَقِ سابِقاً
يا وَيحَ نَفسي حينَما على المَلاكِ مُطلَقاََ لا تَعثُرُ ؟
تَنَهٌَدَت ... وأردَفَت ... لِنَقُل يا وَيحَهُ القَدَرُ
وأردَفَت في غُنجِها تَستَرسِلُ ... مَنزِلي في الجِوار ...
من ها هُنا يُنظَرُ ...
هَيٌَا بِنا لِنَستَرِح ... تَحتَ الظِلال ... بالخَيالِ نُبحِرُ
لأفقِنا ذاك البعيد سَويٌَةََ نسافر
قُلتُ في خاطِري ... يا وَيحَها حينَما تَأمُرُ
لم تستشر إرادتي بالذهاب ... كأنها قائد في أمره يجهر
مَن قالَ أنٌَ رَغبَتي مَحصورَةُُ بالقَصيد ... أو بِما نُثَرثِرُ؟
وأنا الفارِسُ ... في رَغبَتي أُجاهِرُ
لا أرتَضي الأوامِرَ ولا القُيود ... فالقَصيدُ يُستَشعَرُ
وما هِيَ بِآلَةٍ نُتقِنُ صُنعَها ... فَتُبهِرُ
إنٌَها الإحساس ... تَقودُهُ المَشاعِرُ
قَد يُتقِنُ بَعضَهُم رَصفَ الحُروف ... ولِلقَوافي يَنشُرُ
لكِنٌَهُ لا يُثيرُ الشُجون ... والبَهجَةُ في قَلبِنا لا تَزخَرُ
كَأنٌَما الغادَةُ في بَيتِها أدرَكَت رَغبَتي فأستَرسَلَت تَنظُرُ
والدِماءُ في عُروقي تَهدُرُ
فأشرَقَ وجهها ... وأسبَلَت لي جَفنَها
لَعَلٌَها لامَسَت خاطِري ... مع أنٌَ أفكارِيَ ... في الوجه لا تَظهَرُ
فَقُلتُ في خاطِري مَرحى لَها
مَعشوقَتي حينَما لِغَورِ نَفسي تَسبُرُ
وفي المَساء ... قَد شاقَني نَظمُ القَصيدُ ...
في وَصفِها ... يا لَرَوعَةِ القَصيدِ ...
حينَمافي وَصفِها يُبحِرُ
هَمَسَت غادتي ... هذا القَصيد ... في وَريدي يوغِلُ
تَعانَقَت احلامُنا ... كذلك الروحان ... والقصيد لَم يَزَل لِحُبٌِنا يسَطٌِرُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
تعليقات
إرسال تعليق