أسرلة التعليم... صخر العزة

 أســرلــة الــتــعــلــيــم وصــمــود الــمــقــدســيــيــن

قال تعالى في سورة الإسراء – الآية 81 : { وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا }

مهما كان الباطل والزيف قوياً لن يقف أمام الحق وأصحابه ، ومهما حاول أبناء الضلال من تغيير الحقائق أو تزييفها ، فلن يستطيعوا أن يغيروا فيذلك قيد أنملة من أصحاب الحق والإيمان المتوكلين على الله ، والشمس لا تُغطى بغربال فالحق بائن والباطل بائن ، وعبر التاريخ كم حاول أصحاب الباطل أن يسودوا ويفرضوا أباطيلهم ، ولكن أمام صمود وإيمان أصحاب الحق رُغم قلتهم وضعفهم كانت الغلبة والنصر لهم من عند الله ، والصراع بين الحق والباطل حقيقة ماثلة للعيان عبر العصور ، فمنذ خلق آدم وابتلاه بكيد الشيطان وخصومته وصراعه معه ، ثم انتقل ميدان الصراع إلى الأرض بعد هبوط آدم عليها ، وبعدها صراع سيدنا إبراهيم عليه السلام مع عبدة الأوثان وانتصاره عليهم هو وأهله  ، ومن ثمَّ سيدنا موسى عليه السلام وانتصر على فرعون وباطله الذي تمادى بالشر والكُفر ، وكان الفوز لسيدنا موسى بعون الله ، ولن ننسى معركة الباطل مع الحق التي خاضها رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع كفار قريش وعلى رأسهم أبو جهل ومن معه من قومه وأشياعه ، وكانت الغلبة في النهاية للحق المتمثل برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهكذا مكَّن الله لنبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقامتْ دولة الإسلام في حِقبة يسيرة من الزمن، حتى دانتْ أعظم الدول والممالك للمسلمين، وارتفَع العرب بالإسلام ، وأعزَّ الله الأمة حين رفعت القرآن ، وهكذا وجدنا أعظمَ إمبراطوريتين عرَفهما التاريخ، تخضعان وتنحنيان أمام أُمة الإسلام . 

وإن ما يحدث اليوم في فلسطين  ما هو إلا  حلقة من حلقات مواجهة الباطل ومعركة المصير؛ لأنها صورة حيَّة من صور المواجهة بين الحق المدافع عن دينه ومُقَدَّساته، الذابِّ عن حريَّته وعِزَّته وكرامته، وبين الباطل الغاصب المعتدي المنتهِك للحُرمات، المدنِّس للمقَدَّسات، الذي لا يَرْقُب في مؤمنٍ إلاًّ ولا ذِمَّة، وما يرتكب من جرائم وفظائع في أرض المعراج من جرائمَ ومظالِم، وما يَجترِحه من فظائع وبلايا.

إن ما دفعني لكتابة هذا المقال وفي هذا الوقت بالذات لأهميته هو ما يجري من محاولات لفرض الباطل  على أصحاب الحق وبعد أن سرقوا الوطن وغيروا معالم الكثير من المدن والقرى وتغيير للأسماء وسرقة وتزوير  للتراث من ملبس ومأكل وفلكلور ونسبه إليهم ، يأتون الآن لما هو أخطر ويستهدف الفكر والوعي وطمس للهوية والتاريخ  ، ألا وهو محاولة سلطات الإحتلال الصهيوني لأسرلة التعليم والمتمثل بفرض نظام التعليم الإسرائيلي على أبناء القدس تحديداً ، وهذا يعني أن تقوم سلطات الإحتلال بتحريف المناهج المدرسية وفرضها على أبناء القدس ، وذلك من أجل السيطرة عليهم فكرياً ومحو الهوية الفلسطينية والذاكرة الفلسطينية ولسلخه عن قضيته بإنشاء جيل لا صلة أو ارتباطٍ له بتاريخه ووطنه ودينه ، ولماذا تركيزهم على القدس بالذات ؟!!  لأنهم يعرفون أنه لا قيمة لفلسطين بدون القدس ، ولا قيمة للقدس بدون الأقصى ؟!!  ، فالأقصى والقدس هما فلسطين ككل ، وفلسطين هي أرض المقدسات وأرض الأنبياء والصحابة  ، ففي محاولتهم لفرض نظامهم من أجل خلق إنسان فاقد لهويته ولدينه ولعروبته وإسلامه ، وطمس تاريخه ، فبذلك يكون لهم ما يخططوه من مآرب شريرة ، ولكن أنى لهم ذلك فهم أمام شعب مؤمنٍ جبار لا يعرف السكوت على الباطل ، وهم سيبقون في صراع مع هذا العدو إلى أن تأزف ساعة النصر بإذن الله ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن الإمام أحمد: ( لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك"، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس ) .

بداية يجب أن نستعرض تاريخ نظام التعليم في فلسطين وما مر عليه من مراحل منذ عام 1948م فبعد احتلال فلسطين في هذا العام أصبح التعليم في فلسطين مقترناً بدولتين حيث أصبحت الضفة الغربية بعد ضمها للضفة الشرقية تابعة للمملكة الأردنية الهاشمية ، وأصبح التعليم في قطاع غزة تحت إمرة الجمهورية العربية المصرية ، وكان التعليم مرتبطاً بمصدرين هما وزارة التربية والتعليم في المملكة الأردنية الهاشمية ووكالة غوث اللاجئين في الضفة الغربية ، وكان قطاع غزة تابعاً لمنهاج وزارة التربية المصرية ، وأما أبناء فلسطين المحتلة في عام 1948م فقد فُرض عليم المنهج الإسرائيلي       ( الجيبور ) وبقي الحال على ذلك إلى أن تم احتلال كامل فلسطين عام 1967م ، وبهذا تغيرت الأوضاع في كل من الضفة والقطاع ، وبقي التعليم في فلسطين عام 1967م حسب منهاج المملكة الأردنية الهاشمية ووكالة الغوث ، وكان معظم التعليم في الضفة الغربية حكومياً ، وبعد الإحتلال قام الحاكم العسكري بتولي السلطة والقضاء ، وأصدر قراراً بأن القوانين التي كانت قائمة في المنطقة بتاريخ 28 أيار عام 1967م أي قبل 7 حزيران عام 1967م تظل نافذة المفعول بالقدر الذي لا تتعارض فيه مع التغييرات الناجمة عن الإحتلال ، وبهذا الإجراء أعطى غطاءاً قانونياً لتمارس السلطات الإسرائيلية سياستها بدون أن تتحمل العواقب ، فالمحتلون لم يُقدموا على بسط القوانين الإسرائيلية على الضفة الغربية وبقية المناطق المحتلة الأمر الذي يعادل الضم ، ولكنهم عندما يشرعون لهذه المناطق يلجؤون إلى تغطية مخادعة ، إذ يُخرجون القوانين التي يرغبون فيها باعتبارها تعديلات في إطار القانون الأردني نفسه ، وهكذا يتجنبون المواقف المحرجة ، ويصلون في نفس الوقت إلى ما يبتغون ، وعلى هذا الأساس قام الحاكم العسكري عندما تولى سلطة وزير التربية الأردنية بموجب الأمر العسكري 91 بتفويض هذه السلطة إلى ضابط في الجيش الإسرائيلي مع كامل الصلاحيات بأن يمارس مهمات وزير التربية المنصوص عليها في القوانين الأردنية ، وإدخال ما يراه مناسباً من تعديلات عليها ، وقد أدى هذا الإجراء بالعمل تحت ستار القوانين الأردنية السابقة في الضفة الغربية والقوانين المصرية السابقة في قطاع غزة إلى خلق ثنائية في التعليم أفقدته توازنه وفائدته ، ومن التعديلات التي أرادوا أن يطبقوها بعد الحرب في التاسع من آب عام 1967م يقضي بمنع إستعمال ثمانية وسبعين كتاباً من أصل مائةٍ وواحدٍ وعشرين كتاباً من الكتب المقرر إستعمالها من قِبَل وزارة التربية والتعليم الأردنية ، وقد أدى هذا الإجراء إلى ردود فعل عنيفة وإضراب المعلمين وإغلاق المدارس مما اضطر سلطات الإحتلال إلى إعادة طبع تسعةٌ وخمسن كتاباً من الكتب الثمانية والسبعين التي منعتها مع إدخال وحذف بعض التعديلات والنصوص التي تُحرض على كراهية إسرائيل ، وأورد أمثلة على بعض العبارات التي تم حذفها : 

 1 – حذف كلمة وطن عربي واستبدالها بالبلاد العربية 

 2 – حذف جميع الجمل المتعلقة بالإحتلال الإستعماري ومقاومة العرب للصليبيين ، ودفاع صلاح الدين الأيوبي عن فلسطين

 3 – أين يقع قبر صلاح الدين ؟ إستبدلوها بأين يقع البحر المتوسط؟ 

 4 – دافع أجدادنا عن البلاد دفاعاً مجيداً ووضعوا بدلاً منه حافظ أجدادنا على القيم الخلقية وسنحافظ عليها كذلك 

 5 – الوطنية أن تعمل لا أن تقول ، وحافظ على وطنك ، فإن من لا وطن له لا كرامة له ، فاستبدلوها بحافظ على صحتك فإن من لا صحة له لا عمل له 

 6 – كم رجل قدَّم نفسه فداءاً لوطنه  فاستبدلوها بكم رجلٍ تسرع في كلامه فندم 

7 – المجاهدون في سبيل الوطن مخلدون إستبدلوها بالمتمسكين بحبل الله فائزون

8 – هؤلاء الجنود هم الذين أنقذوا الوطن  إستبدلوها بهذه الأصنام التي عبدها العرب في جاهليتهم 

وغير ذلك كثير ، فمن هذه الإستبدالات يتبين بوضوح أن ما سعت إليه سلطات الإحتلال لم يكن مجرد إزالة الكراهية لإسرائيل ، وإنما إزالة كل شعور عند الطالب بالإنتماء والإعتزاز بوطنه وأمته . 

لم تتوقف محاربة التعليم بهذه الإستبدالات بل لجؤوا أيضاً إلى طرق القمع بإغلاق الجامعات والمدارس على فترات ، واعتقال الطلبة والمعلمين ، أو منع المعلمين والطلبة من الوصول إلى الجامعات والمدارس بحجة المحافظة على الأمن والإستقرار ، عدا عن سحب البطاقات المدرسية من الطلبة أو أذونات الإقامة ، وبعد دخول السلطة الفلسطينية إلى فلسطين في عام 1994 بتوقيع إتفاقيات أوسلو ، تم البدء بتطبيق المنهاج الفلسطيني في الضفة الغربية والقطاع ، ولكن رغم ذلك لا تزال محاولاتهم  قائمة لفرض نظمهم ومناهجهم على الشعب الفلسطيني وخاصة في القدس .

إن ما قدمته ما هو إلا غيضٌ من فيض من غطرسة الإحتلال ومحاولته طمس الذاكرة الفلسطينية بالتزوير والتحريف والتلاعب في مناهج التعليم ، فهذا الكيان المُختلق منذ تأسيسه عام 1948م ولغاية الآن وما يقوم به حالياً في الضفة الغربية وفي القدس تحديداً هو استمرارية لنهجه العدواني وهمجيته وقيامه بشن حرب تهويد لنظام التعليم الفلسطيني في القدس ، وذلك بفرضه قرارات وإجراءات عنصرية عديدة منها التهديد بإغلاق مدارس معينة وسحب تراخيصها مثل الكلية الإبراهيمية ومدارس الإيمان وخمسُ مدارس أخرى ، وذلك لإجبار مديريها بالتوقيع على عريضة تلزمهم بعدم تدريس المنهاج الفلسطيني واعتماد المنهاج الإسرائيلي ( الجيبور ) في محاولة منهم للسيطرة على التعليم وتهويد المدينة المقدسة ومحاولة شطب الذاكرة والتاريخ الفلسطيني وطمس الهوية الوطنية بتحريف المنهاج الفلسطيني واستبداله بمنهاجهم المحرف الذي لا يكون له أثر في بناء مجتمع وطني وتنشأة جيل واعٍ بقضيته ، ومنهاجهم في ظاهره مطابق للمنهاج الفلسطيني ولكن في الواقع هو منهاج محرف تم تشويه وإزالة كافة القيم الوطنية والمجتمعية فيه ، مع إقحام أفكار وآراء يرفضها الأهالي كُليةً ، وكل محاولاتهم هذه من أجل إنشاء جيل من الطلبة الفلسطينيين مهادن لهم ويقبل بكل ما يفرضه الإحتلال من قوانين ويتناسى قضيته وذلك من أجل تحويل المدارس إلى مصانع للعربي الإسرائيلي ، أي صناعة إنسان فاقد للهوية ولإحترام الذات ، ولإرادة الدفاع عن الحقوق والمقدسات وإنساناً عبداً لهم مقدماً لهم فروض الطاعة لمن قهره وقهر اهله وظلمه واحتل ارضه واستباح دمه  ، وكل هذا من أجل أن يمحون من ذاكرته  أن يكون عربياً فلسطينياً منتمياً لوطنه الأم فلسطين ووطنه الأكبر الأمة العربية ، ولإسلامه ودينه ،   

ومن أجل التصدي لهذه المخططات الهمجية تم عقد إجتماع في الكلية الإبراهيمية في القدس  ، أكد فيه جميع الأهالي على رفضهم للمنهاج الإسرائيلي المسمى ( البجروت ) وهو منهاج محرف وتستهدف فيه الإجراءات الإسرائيلية ما يقارب إثنتين وثمانين مدرسة أهلية وعدد طلبتها إثنان وأربعون الف طالب من أجل أسرلتها وتدريس المنهاج الإسرائيلي كاملاً ، ومن المدارس التي ألغت السلطات الإسرائيلية تراخيصها ستة مدارس منها مدرسة الإيمان التي عدد طلبتها الفٌ وسبعمائة وخمسٌ وخمسين طالباً وطالبة ، وبالمقابل فقد افتتحت مدارس جديدة لتعليم المنهاج الإسرائيلي ، ويستهدف الإحتلال في إجراءاته تلك أن يفرض أمراً واقعاً على المدارس لإجبارها على تدريس الكتب المحرفة التي طبعتها البلدية وحذفت الدروس منها التي تتعارض مع سياسة الإحتلال ، وهو يحاول أن يفرض السيطرة على القدس بالسيطرة على مناحي التعليم الذي يواجه أوضاعاً كارثية وتفتقر لأدنى المقومات الأساسية وبحسب إحصائيات المنتدى التربوي المقدسي المتعلقة بأعداد المدارس التي يُدرس فيها المنهاج الإسرائيلي كُلياً أو جزئياً في مدينة القدس ، فإنه في العام الدراسي 2019/2020 توجد خمسون مدرسة تضم ثمانية آلاف وثلاثمائة طالب ، ورغم ذلك يصر أولياء أمور الطلبة على رفض كل اشكال التدخل الإسرائيلي في التعليم بالقدس ومحاولاته لتدريس المنهاج المحرف ، مؤكدين على ضرورة تدريس المنهاج الفلسطيني ، وأنهم سيسعون إلى فرض أمر واقع من خلال رفضهم للمنهاج الإسرائيلي واعتماد المنهاج الفلسطيني فقط للدراسة . 

حيث قامت مجموعة من أولياء الأمور على مدار تسعة أشهر بدراسة المنهاجين من الصّف الأول حتى العاشر، ورصد التحريف والتزوير، ومقارنة البيانات، واستخلاص أهم الأهداف التي يطمح الاحتلال لصبغ هوية أبنائنا بها، حيث تدعي وزارة المعارف الإسرائيلية أنّ المنهاج الفلسطينيّ تحريضيّ والكتب المحرفة هي علاجٌ للإرهاب، لكن ما آلت إليه النتائج ألقت مزاعمهم في مكب الإفتراء، فما هي إلا محاولة لسلب هوية أبنائنا الوطنية والدّينية ومحو الذاكرة الفلسطينية وخلق جيل هش يقبل بالمحتل ويفخر لكونه إسرائيليّ، ولأنّ الكثير يجهل مدى الأثر إن سمحنا لهذه المناهج أن تمر، وقد أصدر أولياء أمور الطلبة في مدرسة الإيمان كتاباً بإسم ( التعليم الحرب الصامتة في القدس ) يتبين فيه مقارنة بين الكتب الفلسطينية والكتب المحرفة لعام 2022م/2023م وهذا الكتاب كحجر أساسٍ في ميدان الوعيّ الفلسطيني وترسيخ الهوية الفلسطينية  .

نستخلص من كل ما تقدم أن أهداف الإحتلال الإسرائيلي من التحريف وفرض المنهاج الدراسي الإسرائيلي (البجروت ) من أجل خلق جيل غير منتمٍ لوطنه ودينه وذاكرته الوطنية ،  والأهداف التي أوردها الكتاب ليكون مرجعاً وهويةً فلسطينية واستهدف كل المراحل العمرية وفي مختلف المواد من أجل أن  تنمي الفكر والوعي الفلسطيني لما يخططه الإحتلال  ، وهذه الأهداف هي كما يلي : 

 أولاً : فصل القدس عن القضية الفلسطينية وحذف كل ما يتعلق بكونها عاصمة فلسطين

 ثانياً : إستهداف جغرافية فلسطين التاريخية من خلال ترسيخ حدود الضفة الغربية وغزة إنها فقط حدود فلسطين 

ثالثاً : إستهداف مباشر للتاريخ الفلسطيني المعاصر والقديم بما يتضمن ( الجدار ، النكبة ، التهجير ، النضال الفلسطيني ) وفصل القضية الفلسطينية عن جذورها 

رابعاً : إستخدام نصوص من الآيات القرآنية بغير موضعها الصحيح ، مما يشوه التفسير ويحرفه 

خامساً : التعتيم على انتهاكات الإحتلال وحقوقنا ، وإبراز المحتل كرجل سلام يسعى لعيش كريم ، ويتغاضى عن أعداد الشهداء والأسرى والإنتهاكات الممنهجة بحق الفلسطينيين 

سادساً : تغييب القدوات الإسلامية التاريخية ، واستهدافه للهوية الفلسطينية بخلق جيل منفصل عن تاريخه ودينه ، وأبطاله الذين ضحوا لأجل فلسطين 

سابعاً : ترسيخ فكرة حل الدولتين إلزاماً للجانب الفلسطيني فقط بما يضمن محو حق العودة وجعل قيمة التعايش والسلام وسيلة لقبول المحتل والرضوخ له 

وفي الختام يجب على كل فلسطيني وعربي ومسلم أن يقف في وجه الإحتلال البغيض في فرض قوانينه وإجراءاته ، وإن استهدافهم للتعليم لا يخص الفلسطيني وحده بل يخص كل عربي ومسلم ، فماذا تتوقعون منهم عندما يلغون إرتباطنا بالقدس والأقصى ؟ وبإلغاء تاريخ العرب والمسلمين فيها ، فهل هذا يخص الفلسطيني وحده ؟!! بل أنه يمس تاريخ كل عربي ومسلم .

إن معركتنا مع هذا العدو هي معركة الوعي ومعركة المصير والوجود ، فهم سرقوا الأرض وسرقوا التراث ، والآن بمحاولة فرض مناهجهم من أجل إلغاء الهوية وإيجاد جيل منفصل عن وطنه وأمته وعروبته ودينه وتاريخه ، فعلى كل فلسطيني أن يقف وقفة شامخة للحفاظ على هويته ووطنه ودينه في وجه هذا الإحتلال المتغطرس ، ففلسطين والقدس والأقصى لهم حقٌ علينا أن نفديهم بالغالي والنفيس وترخص الأرواح من أجلهم ، فهل أنتم على قدرِ هذه المسؤولية يا أمة العرب والإسلام ؟!! 

نسأل الله تعالى- أن يحق الحق ويبطل الباطل ، ويمكن أهل الحق ويخزي ويذل أهل الباطل، وأسأل الله -عز وجل- أن يشرفنا بنصرة دينه، وإعلاءِ كلمته وأن يُمكّن لنا ديننا الذي ارتضاه لنا ، قال تعالى في سورة الشورى – الآية 24 : { وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }

المصادر 

١- مركز المعلومات الوطني الفلسطيني - التعليم تحت الإحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد حرب عام ١٩٦٧م

٢ - جريدة الغد - حرب تهويد غير مسبوقة على التعليم الفلسطيني

٣-  التعليم الحرب الصامتة في القدس  [ مقارنة بين الكتب الفلسطينية والكتب المحرفة للعام الدراسي ٢٠٢٢م/٢٠٢٣م ]- إصدار أولياء أمور طلبة مدرسة الإيمان في القدس

 

صخر محمد حسين العزة 

عمان – الأردن 

29/8/2023

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي