قصة القطار... علي المحمداوي
القطار / قصة بقلم علي المحمداوي
الجزء الثالث
وفي الطريق كانت دموعي تنهمر حزنا وندما على تصرفي هذا واحسستُ إني ارتكبتُ خطاً كبيراً وكان جسمي يرتعش من الخوف ، وبينما أنا أعيش في هذه الدوامة من الخوف والقلق ، وإذا بصوت عبد الله يناديني أن ترجلي من السيارة فلقد وصلنا إلى البيت ، مشيتُ بخطواتٍ ثقيلةٍ وأثناء دخولنا البيت صاح بأعلى صوته أمي أبي تعالا وشاهدا من معي ، خرجا الاثنان من غرفتهما ونظرا إليَّ بنظرةِ استغراب قالَ والدهُ
من هذه يا عبد الله؟
قالَ : هذه لمياء التي أحبها وتحبني ياوالدي
قال : وكيف سمح لها أهلها أن تأتي لهنا بمفردها
قال عبد الله لقد خطفتها من أهلها بعد أن أغلقوا بوجهي كل الأبواب لزواجي منها يا أبي
قال الأب ولكن هذا التصرف خطأ ولقد زدتَ الطينَ بله سيلاحقونك أهلها إلى هنا ويقتلوك ويقتلونها لغسل عار ما لحق بهم أيها الأحمق ، عموما دعونا نتناول الإفطار ونتحدث بهذا الأمر ٠
جلسنا حول مائدة الإفطار وكأن الطعام يدخل إلى معدتي مغموسا قهرا وسما ، انتهينا من تناول الطعام وتوجهنا إلى صالة الضيوف عمَّ المكان هدوء رهيب كسر هذا الصمت صوت والده حينما قال إن تصحيح هذا الخطأ ليس بالأمر الهين فلو عدنا بكِ إلى أهلكِ حتما سيقتلونك وإن أبقيتك هنا يبحثون عنك ويقتلوك وفي الحالتين أنتِ ميتةٌ وليس أمامنا الا طريق واحد لسلامتكِ وسلامة ولدي هو أن نغير مكان سكننا هذا ونحيط المكان الجديد بسرية تامة ، وعلى الفور رفع سماعة الهاتف واتصل بشخص يعرفه وطلب منه الحضور إلى البيت فورا ، وماهي الا ساعة وقد حضر الشخص ، طلب منه والد عبد الله أن يستأجر لهم بيتا في مكان بعيد من هنا وبأسرع وقت ، مر يومان واذا بالشخص قد حضر وبيده مفتاح البيت الجديد ، انطلق الجميع لمعاينة البيت وموقعه ، وفي المساء تم نقل الآثاث للبيت الجديد وبسرية تامه ، وعشنا جميعا هناك وتزوجتُ ، مرتْ الشهور والأيام وأنا أتشَوق لرؤية مافي بطني وكان الجميع سعداء مثلي ويريدون أن يرو الحفيد الأول للعائلة ، الحقيقة كان الجميع يحبوني ويحترموني ويهتمون بي وأولوني رعاية خاصة ، قرب موعد ولاذتي قرر الجميع أن تكون ولادتي في البيت وتحت اشراف طبي ، كان في هذا الوقت عبد الله في الجيش لأداء الخدمة الإلزامية ورغم ظروف الحرب العراقية الإيرانية كان عبد الله دائما يتصل للاطمئنان على حالتي الصحية ، وما هي إلا أيام ورزقتُ بطفلتي عذزاء التي أضافت للبيت السرور وكانت لا تفارق أحضان جدها وجدتها حتى إنني أحيانا أفتقدها كثيرا ، كبرت عذراء وصار عمرها سنتان ونصف السنة ، ما أحلاها وهي تكبر يوما بعد يوم أو حين تنادي عمي بصوتها جدووو أو عمتي بيبي وأنا ماما وأباها بابا ، كنا سعداء جدا وأنستنا كل همومنا وأحزاننا ومآسينا ، حتى حضر ذلك اليوم المشؤم حينما ابلغوا عمي باستشهاد عبد الله ٠
وللحكاية تتمة بإذن الله
تعليقات
إرسال تعليق