المرأة... حسين نصر الدين
خاطرة ُ الصباح : التاسِعُ والعشرون من يونيو 2022 المنشور رقم(26):
المرأة ُهي الحبُ والحنان ُ،هكذاخلَقَهَا الله عزَّ وجلَّ(لحظةُ تأملٍ) بقلمِ: حسين نصر الدين .
عندما أجلسُ وحدى وأتأملُ فى خلقِ الله للبشرِ يُخيلُ لى أنَّنا لمْ نُخلقْ أجساداً فقطْ ، بلْ خلقنا الله عز وجل من طين ٍ وسَقَى هذا الطينَ بماءٍ من الحبِّ والرحمةِ ، فالحبُ كل الحب خلقهُ اللهُ فى مخلوقةٍ اسمها المرأة فبحبها تجعل من زوجها عظيماً ومن ولدها عالماً ومن ابنتها عابدة ً لله سبحانه وتعالى .هى من جاءت على الدنيا بالاحتواء "فقد خلقها الله من ضلع آدم عليه السلام وهو نائم" جملة صغيرة ولكن الله وضعها لنا قاعدة ً وأسلوبَ حياة ٍ.. حكمةٌ ربانية من حكم رب البرية فى خلق البشريةِ أراد الله أن يُعلمنا أن البذرة َالتى أنبتت ْ امرأة كانتْ رجلا ً ، وأن نومه حين خلقت منه كان بمثابة أمرٍ بحبها والرفق بها . هذا ما أقره الله وأكد عليه رسوله فى سنته عكس ما تحياهُ المرأة فى هذا الزمانِ وما تلقاه ُ من ْ عَنَت ٍ وقهرٍ وقسْر ٍ. أنا لن أتحدث عن حريتها السياسية ولا عن حقوقها فى مناصب الدولة ولكنى أردتُ أن أسلط َ الضوءَ على ما تكنه المرأة فى قلبها من مشاعر لا يعلم بها إلا الله ، لا شك أن هناك من الرجال من يُجيد ُ التعامل َمع المرأة ِكما قال الله ورسوله ولكن العكس هو الغالب ، فقد أصبحتْ المرأة الزوجة المُضطهدة المعنية بالذل والانكسار، والأم المهملة المعقوقة المُتعمدة بالمعصية ونكران الجميل والابنة المعقدة الكارهة للزواج لأنها كرهتْ الحياة من المشاهداليومية بين والديْها ، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله حَمَّلَهَا الرجلُ أعباءَ الحياةِ واكتفى بدوره كجامع ٍ للمال ِوحملَّها وحدَها مسئوليةَ نجاح ٍ أو فشل ِ مُسْتقبلِ أبنائِه وأسرته فى نفس اللحظة التى جعل فيها امرأتَه آخرَ اهتماماتِه ومشاعرها لا يُعيرُ لها بالا ً .
لمْ تخلقْ المرأة حتى يُستهان بها ولم تُخلقْ عاطفتها حتى تستخدمَ عند اللزوم فعاطفة المرأة كفيض ٍ من الماء تعددتْ أغراضُه .. ولكن الحكمة منه هى (الحياة) بكلِ ما تحمله هذه الكلمة من معان ٍ راقية ٍ ومغاز ٍ سامية ٍ .
فرفقاً يا معشر الرجال بامرأة ٍ يُخلقُ من رحمها من يَبْنِى أمةً .. أو يَهْدِم ُ جيلا ً .
خاطرة ُ الصباح : التاسِعُ والعشرون من يونيو 2022 المنشور رقم(27):
النصوصُ من مصادرها الطبيعية القرآن والسنة .
ضرورة احترام الزوجة ِ(لنا في رسولنا الكريم أُسوة ٌ حسنة ٌ)(1)بقلمِ: حسين نصر الدين .
لم يكن النبى صلى الله عليه وسلم قاسى القلب ، ولم يكن يعتزل النساء ، بل كان رجلاً يسعد بما يسعد به الرجال ويحب الطيب والنساء وقرة عينه فى الصلاة ، ولم يكن ليفهمه السلفية والمتشنجون والمتشددون فى فهم السنة، لدرجة أن روايات نقلت عن بعض من يدعون التمسك بالسلف تقول فيها زوجاتهن حينما يمزح مع أصدقائه ، قالوا عنه أنه كان يضحك عادي أي بصورة عادية ٍ كمثلنا .
ولم ْتكنْ حياةُ النبى قاتمةً بلا ابتسامةٍ ، أو جامدةٍ بلا مشاعر، أو حادةٍ بلا تلذذٍ بجمال الحياة وبهجتها ، التى تمثل النساء جزءًا كبيرًا فى هذا الجانب ، من حيث الحب والرومانسية والامتزاج الذى وصل إلى درجة من التوحد فى بعض الأحيان ومنح المرأة مكانة بين المسلمين، لينصح النبى المسلمات قائلاً : (خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء) قاصدًا السيدة المحببة إليه عائشة ، والحميراء تصغير حمراء يُراد بها المرأة البيضاء المشرئِبة بحمرة الوجه تغزلاً فى جمالها وتعمد إسعادها، ولا يفهمها أحمق أنها مصغر شيئٍ آخر ، معاذ الله .
وعن حالات الرومانسية والمداعبة، تأتى زوجة النبى عائشة المحببة إليه فى الصدارة، والتى كان يسابقها لتغلبه، ويغازلها بلقب يا "عائش" و"عويش"، ويشرب الماء شفتاه مكان شفتيْها، تعبيرًا عن الحب وخاصة فى وقت حيضها ليؤكد لها حب شخصها، ولمخالفة قاعدة اليهود أن المرأة تكون نجسًة مُتدنية لأنها تحيض وأن النجاسة تلزمها فى ذلك الوقت .
ولمداعبات النبى لحبه الأعظم عائشة مشاهد كثيرة ، فكان النبى يأكل بقايا قطعة لحم أكلتْ منها زوجته متعمدًا الأكل من نفس المكان الذى أكلت منه ، ولا يجد ُ حرجاً في ذلك ، ولا يتقززُ، فى موقف يشرحه نص منقول عن السيدة عائشة : (كنتُ أشربُ منَ القدَحِ وأنا حائضٌ فأناولُهُ النَّبى فيضعُ فاهُ على موضعِ فِى فيشربُ منْهُ وأتعرَّقُ منَ العرقِ وأنا حائضٌ فأناولَهُ النَّبى فيضعُ فاهُ على موضعِ فيَّ ) عليه الصلاة والسلام .
وفى وصلة من وصلات الغزل الزوجى قال لعائشة حبى لك كعقدة فى حبل، فتضحك هى ثم كلما مرت عليه سألته : كيف حال العقدة يا رسول الله ؟، فيقول : كما هى .
ولمْ تخلُ مصالحات وقت الغضب من حديثٍ ودى يضع خلاله يده على كتفـها وقال : (اللهم اغفر لها ذنبـها واذهب غيظ قلبها، وأعذها من الفتن)، وكان يقول لأصحابِه :(لا تأذونى فى عائشة) .
خاطرة ُ الصباح : التاسِعُ والعشرون من يونيو 2022 المنشور رقم(28):
النصوصُ من مصادرها الطبيعية القرآن والسنة .
ضرورة احترام الزوجة ِ لزوْجِها(لنا في رسولِناالكريم ِأُسوةٌ حسنة)(2)بقلمِ: حسين نصرالدين .
وفى سلوك النبى استمرار لعيد الحب والمداعبة والغزل يوميًا بين الزوجين، وكان من أعظم مظاهر الحب عند الرسول، هذا الذى ملأ قلبه وكيانه، بحبه لزوجته خديجة، فهو عاش حياته مخلصًا ووفيًا لها إلى أبعد الحدود ولم يتزوج غيرها إلا بعد وفاتها، وظل يذكرها كثيرًا ويدعو لها، ويوزع ُالهدايا على من أحبتْ ، حتى قالت السيدة عائشة رضى الله عنها "ما غِرْتُ على امرأة لرسول الله كما غِرْتُ على خديجة ، لكثرة ذِكر رسول الله صلى الله عليه وآله إياها، وثنائه عليها". . وظهر حب النبى لزوجاته برغبته فكان يرفع من شأنهن ومن قدرهن ويدللهن وكان لا يخجل فى إظهار مشاعر الحب تجاههن ويظهر حبه ووفاءه لهن ، وكان الرسول إذا ذبح الشاه فيقول أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة قالت فأغضبته يوماً فقلت خديجة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنى قد رزقت ُحبها .عن أنس بن مالك قال : كانت صفية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سفرٍ، وكان ذلك يومها فأبطأت فى المسير فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تبكي، وتقول: "حملتنى على بعير بطىئٍ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح بيديه عينيها ويُسكتها"ومسح دمعتها بيده ليعبر لها عن مدى اهتمامه ومحبته لها. أي حبٍ هذا أيها الرجال غليظي القلوبِ ، تعلموا من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .
ولم يتوقف الرسول عن مداعبة عائشة حتى وفاته وكان يقول لها "تعالى أسابقك" فسابقته، لتسبقه على رجلها، وكانت معه فى سفر، فقال لأصحابه : "تقدموا" ثم قال : "تعالى أسابقك" ونسيت الذى كان، وقد حملت اللحم ، فقلت: كيف أسابقك يا رسول الله، وأنا على هذه الحال؟ فقال:"لتفعلن" فسابقته، فسبقنى، أي تباطأَ وجعلها تسبقه فقال: "هذه بتلك السبقة". أرأيْتُم أي حنان ٍ هذا .!
تعليقات
إرسال تعليق