في اللاذقية... عماد اسعد
في اللَّاذقية
------
سَقى اللهُ عِندَ اللَّاذِقيَّةِ شاطِئاً
مَراحاً لأحبابِي تواصَى فأطرَبا
لُبابَ القلوبِ الشَّامِخاتِ تصَبُّباً
على فيضِ أحلامي فأهدَى وصَوَّبا
إلى تلكُمُ الأجبالُ تغفُو على المَدى
تراءَت لِعيني كيفَ تطوِي تشَعُّبا
على غارباتِ الرِّيحِ ولهَى كظُومَةً
وفي سهلِها الأورادُ نُعمَى ومطلَبا
وهاتِيكَ أيامي تغافَى زمانُها
فأظعنتِ الأحلامُ سهلَاً وملعَبا
ومِن وابلاتِ العِشقِ صَيبٌ بصَبوَتي
تناهَت إليهِ الغادِياتُ معَ الصِّبا
ولي من سِوارِ العِشقِ نهرٌ من الرُّكَى
تزاكَى على الغدرانِ شَهداً فأنجَبا
حمَلتُ على الشّطآن مَهدي مُهروِلاً
ترافِقُني القِيعانُ والبَحرُ أوجَبا
كبِرتُ مع الأيامِ لا شيءَ صَدَّني
أنادي فلولَ الزَّيزفون معاتِبا
وذا السِّنديانُ الماردُ الصَّبر عِلَّتي
تعالى شَمَوخاً في العلايا مُواظِبا
تآخَت رمالُ الشّطِّ بالمَوجِ تحتَفي
حبَاها مُوارُ اليمِّ رُشداً مُحَبَّبا
تنادي هُلولَ النَّادِياتِ على الرُّبَى
وفي القُربِ أجبالٌ تواصَت بمَرحَبا
توَالا علَيها الطَّفلُ من كلِّ مَسربٍ
شَروقاً غَروباً بالجمالِ مُهذَّبا
أراها جِنانُ الخُلدِ في البالِ كَعبَةً
فمَن زارَها جازَ المَرايا تقَلُّبا
تغَبَّطَ إعجازاً من الكونِ فارِهاً
جَنانٌ وجنَّاتٌ بها القلبُ أخضَبا
ورودُ الرُّبى بعدَ الرَّبيعِ بعيدةٌ
ويَدنِيكَ منها ما تدانَى فأعجَبا
--------
د عماد أسعد
تعليقات
إرسال تعليق