يذكرني المساء... عليجة عبادلية

 يذكرني المساء ذات يوم.

ذات شتاء بارد...بلندن

على أرصفة شوارعها رميت سيجارة

تبعتها زفرة عميقة..أعماق الوطن المجروح

ودخان يشبه دخان موقد أمي...وهي تحضر لنا رغيفا جافا ..

أمي يا أجمل امرأة صبرت

وتحملت  غربة إخوتي وغربتي

كطيور نحن تركت اعشاشها ...

تبحث عن جنة فقدت

ورحنا نجمع حبات قمح لنعيدها

 إلى حقولها وارضها ...

لندن أكرهك وأكره نفاقكم المبتذل


يومياتنا صارت كضبابك..

أكرهك ولن أمل من ذلك...

وأنت من منح أرضي لغاصب

باركتم وعدا مشؤوما

ومضيتم القرار التعسفي

خنتم الإنسانية يامن تدعونها

بهتانا وكذب...

جمعتم حفنة جراد ..

فاحتلوا حقلي العتيق وداري

وسرقوا فانوس البيت العتيد

واقتلعوا شجر الزيتون

وبيارات الليمون

أخذتنا الأمواج بعيدا

اصبحنا تحت ظل سنديانة ...

نترقب أخبار الوطن والوطن مجروح

بسكين إخوته عمق جرحه الغائر منذ سنين....

ينزف قهرا وألما 

ينتظر عودة غائب

ينتظر من يمسح عنه غبار التناسي

ويكفكف دمعه الحزين...

من يأخذ بيده ويعبر بكل ثقة ويقين

وطني المكلوم آه من غدر إخوتي

وجبنهم

ذات مساء انتفضت من ذاتي

من وقتي ومن كل أشكال الصمت

وأعلنت ثورتي

ضد قرارات..

ومعاهدات

وتنسيق مذل لكرامتي

ورفعت قلمي متحديا 

ثائرا عن الظلم والجبروت 

ولن يكون مساء بعد اليوم

ولا ظل ولا سنديان في رزنامتي

فقط هو بصيص نور خافت

يزوروني مرة. ومرة يختفي

إلى أن أعلن تمردي

وأطارد الخيط المختفي

في فجر يوم. النصر يتجلى في سماء وطني...


عليجة عبادلية 🇩🇿

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي