عندما تموت المشاعر....عبد الفتاح حمودة

 عندما تموت المشاعر..!

أخيرا وضعت النقاط على الحروف أو أكاد فقد وجدت نفسى لا أحب زوجى ولا أكرهه.. نعم بعد سنوات زواج طوال هي على وجه التحديد تزيد عن 40سنه وتأتى الذكرى الأخيرة   منها بعد أيام قليله...!

وقد أحسست براحه تغمرنى عندما توصلت إلى هذه الحقيقه.. حقيقه نفسى أو على  وجه التحديد مكانه زوجى فى نفسى. من اللاحب واللاكراهيه.!

وقد أضنانى الوصول إلى هذه الحقيقه مالايخطر ببالى ولا ببال أى أحد

وعبثا  دون جدوى حاولت أن أركن بنفسى إلى ناحيه معينه حتى لوكانت الكراهيه  فباءت محاولاتى بالفشل.. هى الحقيقه التى توصلت إليها من اللاحب واللاكراهيه.

وتشهد الأيام محاولاتى للتحيز إلى جانب الحب بكل تعصب وولاء له.. على حساب الكراهيه وفتشت عن هذه المشاعر فى نفسى ولا أدرى لغايه اليوم أين أختبأت داخلى أو أين غاصت فى أعماقى....!؟

حاولت أسترجع ذكريات عشناها أو أوقاتا قضيناها أو قصائد من الشعر عشنا معانيها أو أغانى عاطفيه كانت لها صداها فى أنفسنا سواء عندى أو عنده

بل حاولت أن أرى الصور التذكارية لعلها تساعد الإحساس الراكد على الحركه والحس والأنفعال والنهوض من غفلته. وأكثر من هذا كله فقد ذهبت إلى أماكن كانت لها  بصمات من ذكرياتنا وأيضا لم تفلح هذه المحاوله.فيبدو أن هذه الأماكن لم تعد لها البريق اللامع الذى كانت تتزين به

ماتت المشاعر أوهكذا أظن.. وأصبح القلب خاليا لاحب.. ولا كراهية فيه..!

هل هذا التفكير يبعدنى عن واقع أجهله. أم هى مشاعر موجوده ولكنها قد غاصت أكثر من اللازم فى نفسى حتى تاهت أو أختبأت أو ركدت فى ظلمات القاع..!

ومن يرانى لن يصدق كل هذه الهواجس.. فأنا أشعر بقلق شديد إذا تأخر زوجى عن ميعاد عودته للبيت وأعدّ له الطعام ولا أتناول منه أى شئ حتى يعود وتضطرب نفسى كلما تأخر وأترقب عودته فى الشرفه.. وكلما رأيت رجلا يأتى من بعيد ظننته هو حتى  أجده سرابا حتى يأتى وقد نال منى الأنتظار ماناله منى من القلق.

واذا مرض زوجى أشعر كأننى أنا المريضه وليس هو فأظل بجواره وأتابع مرضه بعناية وأساعده على تناول الدواء فى الوقت المحدد فإذا شفى تماما أحس أننى الأخرى قد شفيت فأنام جثه هامده من جراء متابعته والبقاء بجواره ليل ونهار.

ترى أين المشاعر؟

هل خمدت مع المشاغل اليوميه؟

هل أعياها التوهج والشفافيه فبهتت وذبلت؟

هل هي بمثابه حلم لما أستيقظنا من نومنا لم نجده فى واقعنا؟

أين هى بالفعل؟ 

تولدت عندى رغبه جاده إلى الإستماع إلى أغنيه (أنت عمرى) التى كانت عنوانا لمشاعرنا فى بدايه التعارف أين هذه المشاعر أم أنها لم تصمد أمام اللاحب واللاكراهيه..

هل تموت المشاعر بالفعل؟

كان لابد فى كل مره من معاوده البحث عنها ولكن كل مره أتوهم وجودها فأجدها مثل الحمل الكاذب.. له أعراض المشاعر الظاهره ولكن الإحساس باللاحب واللاكراهيه يتربص بى ويقف مانعا قويا أمامى كلما حاولت أن أخرج له من يتصدى له (الحب القديم) الحب الذي كان معنا منذ بدايه الإبحار على سفينتا ولعلها -السفينه-قد ضلت الطريق أو لعلها لم تجد ميناءا مناسبا ترسو عنده...!

قيل أن المرأه هى محور السعاده الزوجيه لما تفيض به من مشاعر وأحاسيس وقدرتها على إشاعه الدفء فى بيتها و رأيت أن أحاول إظهار هذه المشاعر ولو مجامله منى 

وأنتظرت موعد الذكرى السنوية لزواجنا يوم 7/20 وتأهبت لانتظار زوجى بكل مايحبه

الفستان الذى أختاره لى بنفسه.. تسريحه شعرى على جانبى الرأس.. العطر الذى كان معجبا به وعلى نغمات نجاه (أرجع إلئ صحو كنت أو مطر.. وما حياتى أنا أن لم تكن فيها).

فهل تموت المشاعر بالفعل؟

مع تحياتى 

عبدالفتاح حموده

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سافرت نحوك....بقلم عيسى جرابا

قل لي يا قلم… كلمات الشاعر نافز ظاهر

اجازة... علاء، عطية علي